فتح مؤتمر الأمانة العامة للصحفيين العرب، بانعقاده الأسبوع المنصرم بالرياض، باب التكهنات حول التمثيل الواقعي والمهني للصحفيين عموما في الواقع العربي، وللسوري بخصوصية أكثر، وأسئلة مترافقة عمن يدافع عن الصحفي والمهنة، وحملت إشارة قرارات المؤتمر الختامي أسئلة الوجع مجددا، بتأكيدها حصر الدفاع عن المهنة بالنقابات المرتبطة بالأنظمة السياسية العربية، رغم الثورات العربية، وما حملته من آمال لشوارعها ولصحافتها، فهل انتصرت "الحصرية" على التعددية، وانتصر الرصاص على الحلم، ولماذا الإصرار على حصرية التمثيل الصحفي فيما دول كفرنسا لديها ثلاث نقابات للصحفيين.
في مشاركة رئيس اتحاد الصحفيين التابع لنظام الأسد، "موسى عبد النور"، في اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب في الرياض، أعيد الحديث عن إشارات ومساع على طريق "التطبيع" بين الأسد والرياض، رغم أن السعودية عكفت على نفي ذلك في أكثر من مناسبة، لكن ماذا عن أبناء المهنة الواحدة، وهل تتسع الساحة السورية لنقابيتن تمثلان الصحفيين، ولا يستثمر التوافق الحاصل في اجتماع الأمانة العامة للصحفيين العرب " للطعن" في رابطة الصحفيين، ودورها في الدفاع عن صحفيين سوريين في دمشق لم يدافع عنهم اتحاد صحفيي النظام السوري؟.
"من خرج كصحفي عن نظام الأسد يعرف مسبقا أن "اتحاد الصحفيين" في سوريا إحدى أهم المنظمات التي أنشأها النظام لابتلاع الصحافة وتدجين الإعلام في سوريا، وجعله مرآة لـ"سوريا الأسد" فقط، بكل ما تقتضيه هذه العبارة من تزييف الحقائق، وسكوت عن الحق والحقوق، وتجميل للجرائم والانتهاكات، وبث للدعايات السوداء ضد كل من يناهض استبداد النظام وفساده" يقول الصحفي "محمد الحمادي".
مضيفا: "الإشكالية هي أن سنوات من التضحية كانت كافية لتحرير الصحافة من تبعيتها وترسيخ الأولويات النقابية وحماية الصحفيين، تذهب أدراج الرياح إذا نجح أعضاء الأمانة العامة للصحفيين العرب في ترسيخ مقرراتهم كما يبدو من البيان الختامي".
في الفقرة المثيرة للجدل يؤكد بيان الأمانة:"احترام حق الصحفيين في التنظيم الذاتي في إطار تنظيمات مهنية مستقلة وعدم السماح بإطلاق كيانات نقابية بديلة أو موازية والتي تهدف لتفتيت وحدة الأسرة الصحفية العربية".
"علي عيد" رئيس "رابطة الصحفيين السوريين" علق على البيان: "الاتكاء على قضايا وحدة الأسرة الصحفية العربية، لا يتقاطع مع استمرار ودور رابطة الصحفيين السوريين والتي تتوافق مع غالبية نقاط البيان، ولكن في نقطة رفض الكيانات البديلة أو الموازية، يحق لنا التوقف لنبحث عمن أراد تمريرها، لأهداف ليست نقابية، بل سياسية محضة".
مضيفا:"رابطة الصحفيين السوريين اليوم باتت واقعا حقيقيا، لا توقفها الدعوات أو النوايا السياسية، لدينا شركاء مع نقابات مهنية عربية ودولية ونتمثل بالفيدرالية الدولية، ومنظمات دولية تدعم حقوق الصحفي العربي والسوري في تمثيله وخياراته، ونحن أول من دافع عن صحفيين سوريين نختلف معهم في القراءة والموقف السياسي في دمشق، وحين اعتقلتهم نظام الأسد كنا الصوت الذي طالب علنية بإنهاء معاناتهم، لدينا متابعة يومية وحثيثة في انتهاكات للإعلام والإعلاميين يرصدها مركزنا للحريات ولا نتبع لهذا الفريق أو ذاك معيارنا أي انتهاك يصيب إعلامي مرفوض بغض النظر عن انتمائه السياسي".
مداخلة رئيس اتحاد صحفيي نظام الأسد "موسى عبد النور" أشادت بـ"شهداء الصحافة السورية"، ودور الاتحاد في فضح "الأعمال الإرهابية"، مكررا ما يقوله النظام الأسدي وإعلامه، ولا يعنيه آلاف المعتقلين من أصحاب الرأي، ومن خرج من ثوب الطاعة الأسدية، خرج غير مأسوف عليه، وكل صحفي اعتقل أو مات تحت التعذيب، ليست قضية لاتحاد صحفي النظام الأسدي.
يعلق "عيد" بالإشارة إلى أن "الأصل إما أن تكون نقابيا للجميع أو لا، أنصاف الحلول والأقوال ليس مكانها هنا، الناس أزهقت أرواحها، أتحدث عن صحفيين سوريين، وأي صحفي قتل في سوريا، هو قضيتنا في الرابطة، تقارير المنظمات الدولية عن واقع الصحافة في سوريا، بأنها أسوأ البلدان، الكل يعرف أن اتحاد الصحفيين في سوريا يعيّن مكتبه التنفيذي حزب البعث، وبالتالي حكما هو أحد أدوات النظام وأذرعه، وبالنتيجة هو يخدم من أوصله ولا يقوم بدوره في الدفاع عن الحريات الصحفية والصحفيين".
ويشدد رئيس "رابطة الصحفيين السوريين" :"إن ثمة ملاحظات على الأداء الهزيل للأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب وتغيب القضايا الرئيسية بدور النقابات باعتبار غالبية رؤساء النقابات يمثلون أنظمة أيديها يوميا ملطخة بدماء الناس من العراق إلى سوريا".
محمد العويد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية