شارك رئيس اتحاد الصحفيين التابع للنظام، موس عبدالنور، في اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب المعقودة في العاصمة السعودية، ما أعاد الحديث عن إشارات ومساع على طريق "التطبيع" بين الأسد والرياض، رغم أن السعودية عكفت على نفي ذلك في أكثر من مناسبة.
ظهور "عبدالنور" في الرياض، جاء فيما يروج إعلام النظام من جديد لفكرة مفادها أن افتتاح السعودية لسفارتها لدى النظام "ليس ببعيد"، كما جاء متزامنا مع اتهامات صريحة للرياض من قبل النظام بتزويد "الإرهابيين" بمواد كيماوية، وهو الاتهام الذي ورد على لسان نائب خارجية النظام، فيصل مقداد، مؤخرا.
وتبدو موسكو طرفا فاعلا في "ترطيب الأجواء" بين الرياض ونظام الأسد، حيث قال مبعوث "بوتين" الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف قبل عدة أشهر إنه حمل رسالة من ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" إلى بشار الأسد.
وخلافا لبقية دول الخليج، اتخذت كل من "عُمان" و"الإمارات" موقف تقارب مع نظام الإجرام في دمشق، حيث زار وزير خارجية الأولى الأسد، فيما افتتحت الثانية سفارتها لدى النظام، بل إن القائم بأعمال هذه السفارة مجد بشار الأسد على الطريقة البعثية، حين تحدث عن "القيادة الحكيمة تحت ظل فخامة الرئيس الدكتور بشار الأسد".
ويعد "اتحاد الصحفيين" في سوريا إحدى أهم المنظمات التي أنشاها النظام لابتلاع الصحافة وتدجين الإعلام في سوريا، وجعله مرآة لـ"سوريا الأسد" فقط، بكل ما تقتضيه هذه العبارة من تزييف الحقائق، وسكوت عن الحق والحقوق، وتجميل للجرائم والانتهاكات، وبث للدعايات السوداء ضد كل من يناهض استبداد النظام وفساده.
اللافت أن اجتماعات "اتحاد الصحفيين العرب" ناقشت "قضايا الحريات الصحفية في البلدان العربية والمخاطر التي يتعرض لها الصحفيون"، وفق "اتحاد الصحفيين" التابع للنظام.. النظام الذي تصدر كل الأنظمة القمعية في العالم في قتل واعتقال وتعذيب الصحافيين، ولم تصادف حرية الإعلام مناخا خانقا على مستوى الكوكب كذلك الموجود في "سوريا الأسد"، والذي لم يقف عند حدود الصحافيين "المعارضين" بل تعداها لحدود "الموالين" من مراسلين حربيين تمرسوا على أساليب الدعاية للنظام وفق مدرسة "الإدارة السياسية" التابعة لجيش الأسد.
واللافت أكثر أن اجتماع الرياض منح للنظام مساحة لبث دعاياته، حيث تنطح "عبدالنور" لإلقاء مداخلة تحدث فيها عن "شهداء الصحافة السورية"، ودور اتحاده في "فضح الأعمال الإرهابية".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية