قصيدة سَفَر ... محمود دياب

سَـفـَر
كنتُ أنا و كانت هيَ
وكنتُ وكانت على سَفر
ارتعشَ الجسدُ
تهاوى القلبُ
زاغَ البَصَر
عينٌ راحت تُناظِرُ عيناً
كأنّما حينها خُلِقَ النّظَر
******
تقولُ الطبيعة ُ في علمها
بأنّ اللياليَ مهدُ القمر
أيا طبيعة ُ ما خطبُكِ
مالَهُ أصلٌ هذا الخَبر
وربِّ الأرض ِ
وربِّ السماء ِ
وربِّ الشَجَر
ظُهراً أنا رأيتُ القَمَر
******
أيّ الحروفِ تَليقُ بوصفكِ
أيّ ُالتعابيرِ أيّ الصُّور
تعالا سحرك ِعن كلِّ سحرٍ
فليسَ كسحركِ سحرٌ سَحَر
******
يقولونَ أنّ عيونَ النساءِ
مع الكحلِ تُسبي عقولَ البَشر
كأنّي بها يومَ اللقا
بعيونها
وابلُ كحلٍ بإذنِ ربِّه قد انهمر
******
هل العيونُ أم الشفاهُ؟
تلك ليلُها يُغري النفسَ
بطولِ السَّهَر
وهذي وهجُها لله درُّهُ
يكوي الحجر
ترى الشفاهَ على احمرارها مُطبِقاتٌ
كأنما هيَ
حبّةُ كرزٍ قُسِمَت بِحَذَر
ليتَ المناهجَ قد علّمتني
كيف بوقتهِ يُجنى الثّمر
******
بعد السلامِ وردّ السلامِ
للحنِ الصوتِ أعلنتُ ولائي
وأنكرتُ فضلَ وجودِ الوتر
******
نظمُ حديثها كلُّهُ حِكًم
كأنما صاغهُ يوماً قلم
كأن لها لغَتَها ولنا لغة
ترى كلماتِها نصفَها نِعَم
ونصفَها نِقَم
تقولُ لا وقصدها نَعَم
خلاصةُ أمرها بين حروفها
يُعرفُ معنى أصلِ الدّرر
******
نصفُها دينٌ ونصفُها أَمَل
هكذا عندها تُبنى الجُّمَل
بذاكَ الوجهِ وهذا النصفِ
وتلكَ الجمل ....
الروحُ اهتدت و القلبُ ازدَهر
عبدٌ تابَ وربٌّ غَفَر
أرضٌ يباسٌ زارها مَطَر
******
ختامُ القصيدةِ فيهِ العِبَر
وحقِّ الأسودِ في عينيكِ
يُسبي البَصَر
لولا مخافةُ ربِّ البَشَر
لكنتُ ذكرتُكِ كَلَّما عبدٌ ربّهُ ذكر.