انعكس فقدان المشتقات النفطية بشكل مباشر على حياة السكان في مدن وبلدات منطقة عملية "نبع السلام" العسكرية شمالي الحسكة والرقة، نظرا لارتباط الإنارة وإنتاج الخبز والتدفئة بوجود مادة المازوت مع بدء هطول أمطار غزيرة على مدى اليومين الماضيين.
قال "أبو علي" (41 عاما) لـ "زمان الوصل" إن الأمطار هطلت طوال النهار في "رأس العين"، وهي بداية حقيقية لفصل الشتاء، بينما يواجه السكان صعوبة بالحصول على المازوت نتيجة إغلاق الطرق نحو مناطق محافظة الحسكة الأخرى، وتوقف الحياة التجارية فيها إلى جانب ارتفاع سعر صرف الدولار إلى الضعف تقريبا خلال شهرين.
وأضاف الرجل، وهو صاحب سيارة نقل ومزارع، أن بعض فصائل الجيش الوطني صادروا كامل كميات المازوت التي عثروا عليها في الصهاريج والمحطات العامة والمشاريع الزراعية الخاصة ومنازل السكان أثناء نزوحهم بريف المدينة، وعرضتها للبيع بأسعار تصاعدت تدريجيا من 25 ألف ليرة سورية حتى 40 -60 الف ليرة نتيجة تزايد الطلب.
وأوضح أنه نقل كمية 10 براميل قبل يومين لشاب اشتراها بمبلغ 550 ألف ليرة سورية من صاحب مشروع زراعي رحل إلى مدينة الحسكة لعدم استقرار الوضع في المنطقة.
وحسب –أبو علي- فإن معظم السكان ركبوا "صوبات" (مدافئ) تعتمد على الحطب والخشب وروث الحيوانات (الجلّة)، مشيرا إلى صعوبة توفير المحروقات للمولدات الخاصة في ظل انقطاع عام للكهرباء.
وفي السياق، أكد مصدر من شبكة "سلوك نيوز" لـ"زمان الوصل" أن المولدات الكبيرة (الأمبيرات) في البلدة توقفت عن العمل لعدم توفر مادة المازوت.
ونقل المصدر عن مسؤول في المجلس المحلي لمدينة تل أبيض، قوله: إنه ستزود منطقة "نبع السلام" بالتيار الكهربائي بعد إنهاء الصيانة اللازمة لمحطة "المبروكة" جنوب غرب رأس العين، فيما تحدث نشطاء عن وجود اتفاق يقضي بالسماح لورشات شركة كرباء الحسكة برفقة الهلال والصليب الأحمرين بإصلاح المحطة على غرار ما حصل في محطة مياه علوك قبل أسابيع.
وأشار إلى أنهم رصدوا معاناة الناس خلال وقوفهم ضمن طابور طويل من المنتظرين أمام الفرن السياحي "سلوك" نتيجة الازدحام الشديد لعدم وجود المازوت وتوقف الأفران الأخرى مع رفع سعر رغيف الخبز.
وأكدت مصادر محلية فرض حواجز "الجيش الوطني" إتاوات تصل إلى 2000 ليرة على على كل برميل ينقله تجار يحاولون استجرار كميات من المازوت من قرية "التروازية" على الطريق الدولي (M4)، رغم مخاطر الطريق واحتمال مصادرة "وحدات حماية الشعب" الكردية السيارات وحمولتها في حال تأكدت من توجهها إلى منطقة العملية العسكرية التركية "نبع السلام" والخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني".
ولفتت إلى تسجيل سعر برميل المازوت في "تل أبيض" 70 ألف ليرة، ضمن أزمة نقص محروقات خانقة يشهدها لأول مرة ريف الرقة الشمالي.
هذا إلى جانب انعدام الأمن وفرض الفصائل ضرائب باهظة على السكان والتجار الذين ينقلون المواد الغذائية إلى المنطقة.
وأشارت حملة "الرقة تذبح بصمت" إلى إصابة شاب برصاص عناصر فصيل "الجبهة الشامية" في قرية "خربة الرز"، حيث تجمع الأهالي بعد اعتداء العناصر على أحد أصحاب المحال التجارية لأنه أخبرهم بعدم توفر "اسطوانة غاز" لديه، ما يعكس حجم المشكلة المتفاقمة وعدم اهتمام الفصائل بحلها.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية