دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى محاكمة روسيا لارتكابها جريمة حرب بقصفها لمخيم "حاس" بريف إدلب منتصف شهر آب/أغسطس الماضي وقالت المنظمة يوم أمس، إن "تحقيق نشرته (نيويورك تايمز) في 1 كانون الأول/ديسمبر الماضي، توصل إلى أن طائرات روسية كانت مسؤولة عن شن غارة في 16 آب/أغسطس ترقى إلى جريمة حرب".
وأضافت: "في مساء 16 آب/أغسطس، قصفت طائرة مركزا للنازحين تديره منظمة إغاثة سورية خارج بلدة (حاس) في محافظة إدلب.
ووفقا لرئيس مركز النازحين، قتل الهجوم 20 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وجرح 52، ونتيجة لذلك توقفت الخدمات في المركز".
وأوضحت المنظمة أنها تحدثت إلى 24 شاهدا واستعرضت صورا مفتوحة المصدر وصور أقمار صناعية تتعلق بالهجوم، مؤكدة أنها وجدت "أنه لم يكن هناك ما يبدو أنه هدف عسكري في المنطقة المجاورة، وأن الطائرات السورية-الروسية هي الوحيدة التي كانت تقوم بالعمليات في تلك المنطقة، وكان قد تعرض مركز النزوح للهجوم من قبل".
وشددت أنه "وبموجب القانون الدولي، الهجمات المتعمدة أو المتهورة ضد المدنيين والأعيان المدنية المرتكبة بقصد إجرامي تشكل جريمة حرب، ويبدو أن هذا الهجوم يحمل هذه الصفات".
ولفتت إلى أن "تحقيق (نيويورك تايمز) تطابق مع النتائج التي توصلنا إليها ولكنه يضيف جزءا مهما لتكتمل الصورة، بالاعتماد على مخبأ للتسجيلات من الطيارين الروس العاملين في سوريا، قال فريق تحقيقات (نيويورك تايمز) إن الطائرات الروسية كانت في المنطقة وقت الغارة، وأن محتوى تسجيل الطيار الروسي الذي يحمل علامات زمنية، والذي استمعت إليه هيومن رايتس ووتش أيضا في الفيديو، أظهر أن الطائرة نفذت هجوما في نفس الدقيقة".
وقالت: "تتحمل روسيا مسؤولية مشتركة عن أي انتهاكات كجزء من تحالفها العسكري مع سوريا، ولكن وجود أدلة قد تربط الطيارين الروس مباشرة بجرائم الحرب يفتح الباب أمام المقاضاة والمسؤولية الفرديتين".
وأضافت: "إلى اليوم، ما تزال إدلب تعاني من هجمات عشوائية من قبل التحالف السوري - الروسي العسكري، والذي يتذرّع بأنه يكافح الإرهاب لقصف منطقة تضم أكثر من ثلاثة ملايين مدني محاصرين بجوار الحدود التركية المغلقة".
وختمت: "لإنقاذ هؤلاء المدنيين بشكل عاجل من مصير مأساوي، يتعين على الحكومات أن تقول لروسيا بوضوح إنها ستتحمل مسؤولية تجاهلها غير القانوني لحياة المدنيين في سوريا".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية