لابد ان الاسرائيليين يعرفون جيدا مكانة كؤوس الشاي بالميرامية ـ او المريمية ـ عند الفلسطينيين ، باعتباره مشروبا محليا يحسن الحالة المزاجية ويقلل إفراز العرق مع جملة من الفوائد الاخرى للمرأة يستفيد منها الرجل..لهذا، وببذخ يتناقض مع شحهم المعروف ، رفعوا الشاي والسكر من قوائم الاغذية المحظور دخولها لقطاع غزة ، مفترضين ان كؤوس الشاي بالميرامية يمكن ان تحسن أمزجة قادة الفصائل وتدفعهم لإبداء بعض المرونة ، في مسألة الجندي الأسير جلعاد شاليط..وهكذا على غرار النفط مقابل الغذاء تقتحم القاموس السياسي معادلة: الشاي مقابل جلعاد!.
اظن ان الاسرائيليين يبخسون قيمة شاليط بهذه الطريقة ، والمفترض ان يشمل تقديرهم تكاليف اقامة جلعاد في معتقل خمسة نجوم مع نفقات طعامه وشرابه وملبسه، وتكلفة الحراسة المشددة لموقع اسره بعيدا عن عيون الجواسيس والأقمار الاصطناعية ، ويتم تقدير التكلفة النهائية بالشيكل مضافا اليها الأرباح المركبة حتى يومنا هذا، بما يمنح الفصائل حق فرض شروط اضافية للمضي قدما في مسار تسوية الشاي مقابل جلعاد ، قد يكون من بينها ان يحلق إفيجيدور ليبرمان لحيته البشعة ويتوقف عن تصريحاته الشبيهة بنقيق ذكر ضفدع..وهذا يفسد ما يصلحه الشاي والسكر!.
هناك بعد آخر لهذه الصفقة يتمثل في إغفال الاسرائيليين لسنن توراتية تؤكد ان العين بالعين والسن بالسن و..فكيف يمكن مقايضة جلعاد بكيس شاي؟ أظنه ليس كافيا لاقناع الفصائل بتحرير شاليط الا بعد الافراج عن الف اسير فلسطيني..واذا لم يقتنع الاسرائيليون بذلك فهناك خيار آخر بالاعلان عن مزاد علني للافراج عن شاليط على الجاليات اليهودية في اوروبا واميركا ، وبـ(سعر) اساسي قدره إعادة اعمار غزة بالكامل وتعويض سكانها مقابل تسليم شاليط..اما ارواح الشهداء في جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي مارستها اسرائيل في القطاع..فمسئوليتها معلقة في رقاب كل العرب!.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية