شهدت بلدات جنوب دمشق الأسبوع الفائت حملة اعتقالات طالت عناصر سابقين في "هيئة تحرير الشام" ممن أجروا التسوية الأمنية وفضلوا البقاء في المنطقة بتهم تتعلق بالإرهاب.
وقال مصدر خاص لـ"زمان الوصل" إن دوريات تتبع لـ"فرع فلسطين" المسؤول أمنياً عن بلدات جنوب دمشق، نفذت حملة اعتقالات طالت قادة سابقين في الهيئة أبرزهم "أبو صبحي فتيحة" أحد شرعيي الهيئة و"شعبان مجدرة" أحد العناصر السابقين في بلدة "بيت سحم".
وأضاف المصدر أن الدوريات اعتقلت "خيرو حمزة" المسؤول المالي السابق في "هيئة تحرير الشام" الذي كان يشرف على توزيع الأموال لعوائل العناصر التابعين للهيئة، فضلاً عن ملف التسليح، حيث تم العثور على كمية من الأسلحة بحوزته إضافة إلى مبالغ مالية.
وقالت مصادر أهلية أن النظام يعتزم عرض الأسلحة التي تم العثور عليها بحوزة "خيرو حمزة" على قنواته الإعلامية وذلك نقلاً عن مصادر في "فرع فلسطين".
وأجرى عناصر سابقون في "هيئة تحرير الشام" من بلدات "يلدا، ببيلا وبيت سحم" التسوية الأمنية، وذلك بعد خروج فصائل المقاومة السورية في نيسان 2018، وحصولهم على ضمانات من لجان المصالحة بعدم اعتقالهم أو مساءلتهم.
ويعمل "فرع فلسطين" على ملاحقة "قادة التسويات وعناصر المصالحة" الذين انخرطوا في صفوف قوات النظام، فضلاً عن فتح ملف العناصر السابقين في "تحرير الشام" والتنظيمات السلفية بتحريض من شيوخ "المصالحة" الصوفيين.
وتعتبر حملة الاعتقالات الحالية التي تستهدف عناصر الهيئة الأولى من نوعها في جنوب دمشق، حيث لم يسبق وأن قامت قوات النظام باعتقال عناصر وقادة سابقين في التنظيم ممن أجروا التسوية الأمنية.
وفي سياق متصل نفذت دوريات تتبع لإدارة المخابرات العامة "أمن الدولة" حملة اعتقالات في حي "المشتل" وشارع "علي الوحش" في بلدة "حجيرة"، اعتقلت خلالها 4 شبان من العائدين إليها مؤخراً.
وقالت مصادر "زمان الوصل" إن الاعتقالات جاءت على خلفية تقارير أمنية تفيد بانخراط الشبان العائدين في فصائل المقاومة السورية في أعوام 2012 و2013، قبل مغادرتهم سوريا إلى لبنان، فضلاً عن دخولهم إلى البلدة دون الحصول على موافقة أمنية صادرة من فرع "أمن الدولة".
ويعتمد فرع "أمن الدولة" على مخبرين محليين في منح الموافقات الأمنية للأهالي الراغبين بالعودة، والكشف عن العائدين إلى بلدة "حجيرة" دون التقدم بطلب الموافقة الأمنية الصادرة عن الفرع.
وأصدر الفرع المذكور في تموز يوليو الفائت موافقات أمنية سمح بموجبها للأهالي بالعودة إلى البلدة وترميم منازلهم والإقامة فيها، واقتصرت الموافقات على عوائل جيش النظام والمتطوعين فيه، فضلاً عن الموظفين والحزبيين وبعض العائلات الأخرى التي كانت تقيم في منطقة "السيدة زينب".
وتشهد بلدات جنوب دمشق حملات اعتقالات شهرية أسفرت عن اعتقال عدد كبير من الأهالي المطلوبين للأفرع الأمنية، فضلاً عن مطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية.
كما تطال حملات الاعتقال عناصر سابقين في فصائل المقاومة السورية والعاملين في المجال الإغاثي إضافة لاعتقال مدنيين لتواجد أقاربهم في الشمال السوري.
وسيطر نظام الأسد على بلدات جنوب دمشق في نيسان ابريل/2018 بعد انسحاب فصائل المقاومة السورية باتجاه الشمال السوري بضمانة روسية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية