كما وفى ابنها "عبد الباسط الساروت" بعهده، وفت أم حارس الثورة السورية بوعدها وحضرت عرسا جماعيا لأصدقائه، سددت تكاليفه من أموال جمعت لأم الشهيد لكنها رفضت تسلم شيء منها وخصصتها كلها لتزويج أصدقاء ابنها الشاب، الذي تحول إلى أيقونة للثورة في حياته وبعد مماته.
ودخلت أم الساروت حاملة وردة حمراء لكل عريس من أصدقاء ابنها الشهيد، وكان من المتوقع أن تبقى لعدة دقائق ولكنها بقيت حتى نهاية العرس، "تبكي تارة فنبكي الساروت جميعنا، وتضحك تارة أخرى فيرقص الجميع فرحة بالعرسان"، كما قال "عاطف نعنوع" مدير فريق ملهم التطوعي الذي نظم العرس الجماعي.
وقبل عدة أشهر رفضت والدة الساروت مبلغ 40 ألف دولار، قُدمت لها من قبل "فريق ملهم التطوعي"، بعد حملة أطلقها الفريق لدعم عائلة حارس الثورة، الذي قضى في حزيران الماضي، بعد مسيرة طويلة من القتال ضد نظام الأسد ومليشياته.
ونقل "نعنوع" حينها عن والدة الساروت قولها: "يا ابني أنا مبسوطة وفخورة انو ولادي شهداء و انو ما طلع كلام سيء على حدا منهم ولا حدا منهم طلع ما منيح، الحمد لله على كل حال".
وتابعت الأم: "عبد الباسط وإخوته وقت خرجوا بالثورة ما خرجوا لصيت أو سمعة أو مال.. خرجوا لوجه الله واستشهدوا في سبيله... عبد الباسط لم يدخل كل حياته ليرة من الثورة إلى هذا البيت، حتى أُدخل أنا من بعد ما استشهد".
وتكنى أم الساروت بـ"خنساء حمص" بعد أن فقدت زوجها و6 من أبنائها على طريق الثورة، ولعل كلماتها التي قالتها عندما رفضت المبلغ المقدم لها ما يثبت بوضوح أي نوع من الرجال ربت هذه الأم، حيث قالت:"لبستي لابستها.. ولقمتي ماكلتها ما بدي شي غير إني إرجع على حمص، وأنا هيك رح كون رضيانة ومبسوطة إذا بتحققولي طلبي..بدي ارجع على حمص ولو عيش بخيمة"..
واختارت أم الساروت أن تخصص مبلغ الـ40 ألف دولار كله لتزويج أصدقاء أبنها، الذي كان ينوي الزواج لكن أمنيته لم تتحقق.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية