انتقد الممثل والمخرج المسرحي "نوار بلبل" بنية النظام السوري الذي عمل منذ عشرات السنين ولا يزال على تدجين السوريين في مدارسه بشكل "بشع وقميء"، حيث اعتاد الطلاب على ارتداء البدلة العسكرية منذ الصفوف الإعدادية حتى الثانوية.
وأشار "بلبل" في لقاء مع قناة "الحرة" ضمن برنامج "كأنو مبارح" إلى فيلم "طوفان في بلاد البعث" للمخرج الراحل "عمر أميرلاي" الذي تحدث عن التربية العسكرية للأطفال وكيف يعيشون طفولتهم كعساكر، وتساءل "بلبل" الذي كان من أوائل الفنانين الذين انحازوا إلى ثورة السوريين: "ماذا ننتظر من هذا الجيل"، مضيفاً أن "الثورة السورية كانت ثورة عظيمة واستثنائية بكل معنى الكلمة لأنها خرجت من هذا الجيل الذي حاولوا تربيته وتدجينه وتأطيره".
وتحدث ابن المؤلف والمخرج المعروف "فرحان بلبل" عن رأيه بالدراما السورية، مشيراً إلى أن هذه الدراما تتمثل في سوريا مصر وباقي ما تبقى يدور في فلك هذين البلدين، لافتاً إلى أن هناك نجوماً سوريين كبار في العمر وقفوا مع النظام لهم مخصصات وساعات عمل محددة يجب أن يظهروا بها على التلفاز بسبب ولائهم للنظام بالدرجة الأولى.
وعرّج مخرج مسرحية "مولانا" للحديث عن "دريد لحام"، وهو نجم عربي لا يُشق له غبار في موهبته وأدائه وهو هرم كبير، ولكن هذا الهرم سيموت بمجرد وفاته.
وقارن "بلبل" فنان السلطة بـ"مي سكاف" التي لا تملك تلك الموهبة الفذة والخارقة، ولكنها وقفت موقف حق، وأردف أن التاريخ سيذكر ولو بعد 100 سنة بطولة الفنانة الراحلة عندما وقفت في وجه هذا النظام وقالت عبارتها الشهيرة "إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد"، بينما سينتهي تاريخ "دريد لحام" وذكراه إلى زوال.
وتطرق "بلبل"، الذي يقيم في فرنسا منذ سنوات، إلى موضوع الانتقاد الذي كان سقفه منخفضاً ومحدوداً جداً -حسب قوله- نتيجة الضغط الهائل الذي كان يُمارس على الشعب السوري والفنانين السوريين، وحين زال هذا الضغط ظن الناس أن الانفتاح قادم ليكتشفوا فيما بعد أن هذا الانفتاح مجرد حمل كاذب. ولفت "بلبل" إلى أنه ليس معارضاً وإنما هو ثائر ينتمي إلى الثورة "أنا وقفت مع الشعب الثائر مع من نزل إلى الشارع"، وعبّر عن عدم رغبته بالعودة إلى سوريا وهي بهذا الشكل، وتحت هذا النظام لأنه ليس مشتاقاً –حسب قوله- للمخفر أو فرع المخابرات أو الحدود.
والفنان "نوار بلبل" من أوائل الممثلين الذين أعلنوا تأييدهم الثورة السورية وخرجوا في مظاهرات ضد النظام، وعُرف عنه مشاركته في مظاهرات الغوطة بمدينة حمص منادياً بسلمية الثورة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية