ما إن مرت الساعات الأولى للمنخفض الجوي الأول في الشمال السوري حتى بدأت تظهر الصور المؤلمة من مخيمات النزوح على صفحات التواصل الاجتماعي، مصحوبة بمناشدات استغاثة من المنظمات الإنسانية.
يقول "أحمد العلي 30 عاما" إنه استفاق في ساعات الصباح الأولى على صوت الأمطار الغزيرة، ليبدأ على الفور مع معاناة إغلاق الثقوب التي كانت تدفق منها المياه ليمنعها من دخول خيمته قبل وقوع كارثة.
حال "أحمد" النازح من بلدة "التح" بريف إدلب الجنوبي إلى مخيم "أقيم" للنازحين، كحال آلاف العائلات المقيمة في مخيمات النزوح بأرياف إدلب وحلب واللاذقية.
ويروي لـ"زمان الوصل" إن "قلة المال أجبرتني على المكوث في مخيم أقمناه عند نزوحنا قبل أشهر من بلدنا في أرض زراعية غرب مدينة (معرة مصرين)... حقيقة لم يكن أمامنا أي خيار لاستئجار المنازل لأنها غالية جدا". وأوضح أن "اليوم كان عصيبا، نتيجة المنخفض الجوي الطين والوحل ملأ المنطقة، وحاصر المخيم الذي يقيم فيه أكثر من 132 عائلة، حيث لا نستطيع الخروج خارج المخيم أو التجوال داخله، لعدم وجود طرق سالكة، مشيرا إلى أنه "لم تقدم أي منظمة أية وسائل للتدفئة والبرد نخر عظام أطفالنا".
أسعار المحروقات تكوي جيوب النازحين يقول الناشط الإعلامي "مرهف جدوع" إن "غلاء مادة المازوت وقلته، وغلاء وسائل التدفئة الأخرى مثل الحطب والبيرين والفحم، ستزيد من معاناة الأهالي في محافظة إدلب بشكل عام وخصوصاً النازحين في المخيمات الذين يقبعون في خيم من قماش لا تقيهم برد الشتاء وحر الصيف".
وأضاف لـ"زمان الوصل" أن "قلة فرص العمل وتدهور الليرة هما سببان رئيسيان لتفاقم المعاناة، فالأهالي لا يتمكنوا من شراء وسائل التدفئة، مما ينذر من وقوع كارثة إنسانية في المخيمات".
ووصل سعر المازوت إلى 700 ليرة سورية للتر الواحد، بينما وصل سعر الحطب والبيرين 75 ليرة سورية للكيلو غرام، أما الفحم وصل 85 ليرة سورية للكيلو الواحد.
وقال عدد من النازحين في المخيمات لـ"زمان الوصل" إنهم "يعانون من صعوبات كبيرة أهمها عدم تصريف المياه وطبيعة الأراضي الموحلة بالإضافة لمشكلة اهتراء الخيام بسبب عدم قدرة نسبة كبيرة من النازحين على إنشاء غرف إسمنتية".
وأطلق عدد من مسؤولي المخيمات نداءات استغاثة عاجلة لتدارك الوضع قبل أن يشتد الشتاء ويفوت الأوان.
وتنتشر مئات المخيمات في الشمال السوري المحرر، ويقطن فيها أكثر من مليون ونصف نازح ومهجر من كافة المحافظات السورية هربوا إليها من آلة الأسد الحربية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية