رفضت هيئة "العلاقات العامة والسياسية" في مخيم "الركبان" الواقع على الحدود السورية - الأردنية، دخول وفدٍ من هيئة "الأمم المتحدة" إلى داخل المخيم، وسط اتهامات للأخيرة بالتواطؤ مع النظام والروس للضغط على النازحين وإجبارهم على إفراغ المخيم.
وأعلنت هيئة "العلاقات العامة والسياسية" للمخيم في بيانٍ حصلت "زمان الوصل" على نسخة منه أمس الثلاثاء، رفضها لعملية دخول "الأمم المتحدة" إلى المخيم، المقررة اليوم الأربعاء، كما أشارت في بيانها إلى أنّ "نوايا (الأمم المتحدة) ظاهرة بسعيها لتنفيذ مخططات النظام والروس وإيران، والمتمثلة بالضغط على نازحي المخيم ومقايضتهم، مستغلين حاجتهم للغذاء ومواد التدفئة."
وحسب "شكري شهاب" الناطق الرسمي باسم هيئة "العلاقات العامة والسياسية" في مخيم "الركبان"، فإنّ فرقاً من هيئة "الأمم المتحدة" تتحضر للدخول إلى المخيم والبقاء فيه لمدّة أسبوع، وذلك تنفيذاً لمخططات النظام وروسيا اللذين يسعيان إلى إخراج أبنائه بشكلٍ قسري إلى مناطق النظام. وأضاف في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" قائلاً "ما تزال قوات النظام تفرض منذ شهر حزيران/ يونيو 2018، حصاراً خانقاً على أهالي مخيم (الركبان)، إذ تمنع عنهم دخول الغذاء والماء والدواء بغية دفعهم للخضوع إلى اتفاقيات التسوية وحلّ قضية المخيم لمصلحة النظام".
ووفقاً لما أشار إليه "شهاب" فإنّ الحصار يشمل أيضاً منع وصول المحروقات بكافة أشكالها إلى أهالي "الركبان"، الأمر الذي دفع بالكثيرين منهم إلى الاعتماد على حرق المواد البلاستيكية والإطارات والألبسة البالية لمواجهة البرد وانخفاض درجات الحرارة المصاحبة لفصل الشتاء، رغم ما تحمله هذه المواد من مخاطر على السلامة والصحة العامة.
واستدرك قائلاً "يتراوح سعر ليتر المازوت إن وجد بين 800 إلى 850 ليرة سورية، في حين يقدر سعر كيلو الحطب الواحد بـ 200 ليرة سورية". وأوضح "شهاب" أنّ هناك أشخاصاً من أبناء مخيم "الركبان" يرغبون بالخروج باتجاه مناطق النظام، لكنهم لا يتجاوز في أفضل تقدير 100 شخص، من أصل تسعة آلاف يقطنون حالياً في المخيم ومنطقة الـ 55 كم، وهم لا يريدون مغادرة المنطقة.
ويأتي ذلك عقب لقاء جرى بين "غير بيدرسون" المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، مع وفد عن "المجتمع المدني" في المجموعة المصغرة، بهدف الوقوف على التصعيد القائم في شمال غربي سوريا، بالإضافة إلى الأوضاع الإنسانية والمعيشية التي يشهدها مخيم "الركبان"، بما فيها المعوقات التي يضعها النظام لوصول المساعدات إلى أهالي المخيم.
وكان المبعوث الأممي وعد خلال الاجتماع بالضغط على النظام من أجل السماح بوصول قافلة مساعدات إنسانية لـ"الأمم المتحدة" خلال الأيام القليلة المقبلة إلى مخيم "الركبان"، دون إعطاء توقيت محدد لدخول القافلة.
وانبثقت المجموعة المصغرة عن كلٍ من "مجموعة دعم سوريا"، و"مجموعة أصدقاء سوريا"، الذين وصل عددهم إلى 140 دولة في منتصف عام 2012، وهي تضم كلاً من (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسعودية والأردن ومصر).
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية