أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في سوريا الأسد... قانون الفلافل يعري مرسوم الزيادة

أفقر سندويشة فلافل صار سعرها 200 ليرة، فتخيل قوة الليرة وقوة زيادة الرواتب الأخيرة

"طبل وزمر" كبيران رافقا إعلام الأسد وصفحاته خلال الأيام الماضية وهم يستعرضون "مكرمة السيد الرئيس" ومنافع مرسومه القاضي بزيادة المعاشات بمقدار 20 ألف ليرة (نحو 26 دولارا بسعر الصرف الرائج).

خلال هذا "العرس" الإعلامي غرف النظام للسوريين من "قدور" الكلام وسكب لهم في "صحون" الإنشاء ما ملأ رؤوسهم، لكنه لم يملأ ملميترا واحدا في بطون الفقراء والجائعين، الذين شغلهم قانون من نوع آخر صدر عن بشار عام 2015، واستندت إليه وزارة التجارة التابعة للنظام مؤخرا في تسعير الطعام الأكثر شعبية لدى الفقراء.. الفلافل.

فوفق نشرة صدرت قبل نحو شهر عن مديرية التجارة في حلب، بات سعر أقل سندويشة فلافل (بـ3 أقراص فقط) يعادل 200 ليرة، هذا حسب السعر الرسمي، الذي يعرف السوريون أن التزام التجار به يعادل التزام النظام نفسه بالدستور.

ويعني تحديد سعر سندويشة الفلافل بـ200 ليرة، أن سعرها الفعلي في السوق قد لا يقل عن 250 وربما 300 ليرة، كما يعني أن أي إضافات للسندويشة قد يصل بسعرها إلى حدود 500 ليرة، لأن السعر الرسمي مخصص للحد الأدنى من السندويشة، حيث ليس هناك سوى رغيف خبز و3 أقراص و"سلطة موسم"، ربما يكون قوامها قطعتي بندورة أو قليل من الخس.

هذا إذا أراد "المواطن" تناول السندويشة البسيطة بلا أي مشروب، أما إذا دخل في ترف شراء ما يسوغ به ابتلاع اللقمة، فعليه أن يحل كيس دخله المحدود ويدفع المزيد.

حتى قرص الفلافل الذي لايزيد عن 25 غراما وفق "نشرة" التجارة بحلب، بات سعره 15 ليرة، بمعنى أن سعر كل غرام من هذه المادة المسماة فلافل (قد تكون أحيانا خبزا يابسا مطحونا) بات بليرة سورية تقريبا، ولك أن تتخيل قوة الليرة من هذا المثال فقط، ولك بعدها أن تتخيل قوة الزيادة التي جاء بها مرسوم بشار، وهي الكافية لشراء 100 سندويشة فلافل صغيرة حسب السعر الرسمي!

ولأن الظلم بالسوية عدل في الرعية وفق القانون الأسدي، لم ينج عشاق الطعام الشعبي الآخر، أي الحمص (المسبحة)، من "نشرة" التجارة، حيث بات سعر الكيلو رسميا 700 ليرة بالنسبة للحمص الذي لايقل وزن الطحينة فيه عن ربع كيلو، أما كيف نحدد وزن الطحينة والمواصفات الأخرى فهذا متروك لضمير البائع، الذي يتسع لدى البعض كلما ضاق مدخول الناس وضاقت عليهم دنياهم بالغلاء!

وهنا أيضا بإمكان كل من فرح بزيادة مقدارها 20 ألف ليرة، أن يتخيل كيف ستتيح له هذه الزيادة شراء 28 كيلو حمص طوال الشهر (ربعها طحينة وفق المواصفات الحكومية)، ليشبع مع أسرته ويرفع يديه شكرا للقيادة الحكيمة على ما أعطت.

إيثار عبدالحق - زمان الوصل
(384)    هل أعجبتك المقالة (409)

العبد الفقير الذليل المس

2019-11-25

اللهم عليك ببشار النعجة ومن معه.


مواطن

2019-11-25

طالما انتم مع ماما امريكا فاي زيادة تسرقها وانتم تصفقون.


سوري

2019-11-25

حتى لو اعطى زيادة الراتب 100 في المئة لايستطيع ان يرتفع مدخول الفرد حتى الحد الادنى للفقر فالسوري حياته كلها فقر بفقر فلا هوا ولا مراسمه ستنقذ الناس من هذا الفقر المتقع ان اللبيب من الاشارة يفهمو.


2019-11-25

نحنا رضايين ومنشكر الله انتو شو دخلكن فينا يا عبيد الدولار يا عبيد اردوغان.


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي