انشغلت فئة غير قليلة من السوريين الموجودين في ألمانيا بأخبار المطرب الموالي للنظام "علي الديك" الذي أعلن عن تنظيم حفلة له في إحدى المناطق المكتظة بالسوريين ممن هربوا من بطش نفس النظام الذي يمجده "الديك" في أغانيه وتصريحاته بلا مواربة ولا خجل.
حضور "الديك" إلى ألمانيا للغناء بمناسبة "رأس السنة" لم يكن الأول من نوعه، فقد سبق للمطرب أن قدم إلى ألمانيا من قبل عدة مرات وجال على ولاياتها، ولكن قدومه هذه المرة إلى "مانهايم" أحدث ضجة أكثر، وصلت أصداؤها إلى المؤسسات الرسمية، بعد تزايد عدد المعترضين على استضافة مطرب أسدي حتى العظم.
ومن البديهي أن حملة الدعوة لإلغاء حفلة "الديك"، كانت بمبادرة وقيادة من معارضين سوريين لاجئين في ألمانيا اكتووا هم وعائلاتهم ومعارفهم بنار النظام طويلا، وآلمهم كثيرا أن يلاحقهم الأسد بـ"ديكه" حتى إلى منافيهم.
"زمان الوصل" تابعت أصداء الموضوع، وتبين لها أن مجلس مدينة "مانهايم" تلقى فعليا سيلا من رسائل البريد المحتجة على الترخيص لحفلة "الديك" والداعية لإلغائها، وقد أبدى المجلس اهتمامه بتلك الرسائل ومحتواها.
وحسب "swr" الألمانية، فإن مجلس مدينة "مانهايم" أشار صراحة إلى ما ورد في رسائل الاحتجاج، مقدرا عددها بنحو 1300 رسالة، استندت إلى تاريخ "الديك" في تأييد نظام موغل في الإجرام.
ورغم ذلك، فقد زعم المجلس عدم وجود "أساس قانوني" يعطيه الحق في إلغاء "حفل موسيقي"، علما أن "الديك" ومن شابهوه من مطربي النظام يتعاملون مع منصات الغناء كمنصة منصوبة في فرع لحزب البعث، لايمكن لمن يعتليها إلا أن يبدأ خطابه عليها دون تحية الأسد أو ينهيه دون تمجيده وتفديته بالروح والدم، هذا إن لم يدع صراحة لقتل كل من يناوئه بوصفه إرهابيا وخائنا وفاقدا للحس الوطني.
وفي ظل تفاعل دعوات الرفض لحفلة "الديك"، قال منظم الحفل (رجل أعمال من منطقة "رين-نيكار")، إن المطرب علي الديك نجم عربي وهو يطمح فقط لإقامة حفلة ممتعة بمناسبة رأس السنة، ولا شأن له بالسياسة.
وذكّر منظم الحفلة بأن "الديك" سبق له أن زار ألمانيا وأقام فيها حفلات غنائية، في محاولة من المنظم التقليل من شأن اعتراض المعترضين حاليا.
وما يزال سوريون مقيمون في عموم ألمانيا، و"مانهايم" خصوصا، يأملون في أن تثمر جهود احتجاجهم على حفل "الديك" في إقناع السلطات المعنية أن لا فصل نهائيا بين الفن والنظام في سوريا الأسد، وأن ما يمكن اعتباره نشاطا موسيقيا وترفيهيا ما هو في حقيقته إلا نشاط دعائي تلميعي لنظام مجرم من جهة، ورسالة ازدراء واستخفاف من جهة ثانية، يوجهها الأسد وفنانوه للضحايا وذويهم.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية