بمنشور قصير، خلع واحد من مؤسسي ووجوه قناة "الميادين" إيرانية التوجه والتمويل، خلع رداء هذه القناة معلنا مغادرتها، بذريعة تحقيق "الانسجام" مع ما يعتقد ويفكر.
فقبل ساعات اختار الإعلامي "سامي كليب" صفحته الشخصية لرمي قنبلة استقالته من "الميادين" معلنا الفراق والطلاق مع صديقه اللدود "غسان بن جدو"، قائلا: "انسجاما مع أفكاري وقناعاتي وضميري، استقلتُ اليوم من قناة "الميادين" متمنيًا لها دوام التقدم والنجاح".
كلمات "أفكاري" و"قناعاتي" و"ضميري" تركت الكثيرين ممن قرؤوا منشور الاستقالة أو مروا عليه، يتساءلون عن نوع هذه الأفكار والقناعات، والأهم عن نوعية هذا "الضمير" الذي يمتلكه "كليب"، وتركتهم -وهو الأهم- يتساءلون عن السبب الحقيقي للاستقالة، خصوصا أن لاشيء تغير في سياسة "الميادين" (أفكارها وقناعاتها وضميرها بمنطق كليب)، إذا ما زالت القناة كلحظة تأسيسها الأولى ناطقا أمينا باسم نظام الملالي وعموم توابعه وملحقاته من "محور المقاومة والممانعة".
وفي مقياس الضمير الحقيقي غير المزيف أو القابل للبيع والشراء حسب السوق، ما زال ضمير السوريين يختزل كما هائلا من القهر والأذى اللذين سببتهما القناة، وهي تسطر سجلا من الأكاذيب والافتراءات، غزلته بخيوط "زواج متعة" بينها وبين طهران، كان من نتاجه مثلا قصة "نكاح الجهاد"، التي اخترعتها وروجتها إيران ومحورها منذ سنوات عبر قناة "بن جدو"، وكان "كليب" يومها من الفاعلين في "الميادين" دون أن يرف له جفن من فكر أو قناعة أو ضمير.
لم يستطع "كليب" أن يكون شفافا ولا مقنعا في استقالته، كما لم يكن كذلك أبدا من يوم اختار الالتحاق بحلف "غسان بن جدو"، ووضع كل خبراته وعلاقاته في سبيل دعم "الميادين" وتسريع تأسيسها وإطلاقها، لتكون كما خطط لها "حائط صد" بوجه ما يسمونها قنوات الفتنة وسفك الدم، التي انتهجت سياسة دعم مطالب الشعوب في الحرية الكرامة والخلاص من الاستعباد.
يعرف المطلعون حقيقة دور "كليب" المحوري في إنشاء هيكل "الميادين" ومحاولة طلائه بطبقة من المهنية والرصانة، كما يعرفون تماما أن "الميادين" باتت فيما بعدا ميدانا واسعا للصراعات والدسائس الشخصية والجماعية، التي انفجر بعضها، كما حال علاقة "كليب" بطليقته "لونا الشبل" مستشارة بشار الأسد، فيما تم تأخير تفجر الأخرى، كما هو حال العلاقة بين "كليب" والشخص الذي احتكر القناة ونال حظ قبض شيكات تمويلها الضخمة، ونعني به "غسان بن جدو".
لقد سبق لكثير من إعلاميي المقاومة والممانعة وغيرهم أن استقالوا من أماكن عملهم بحجج مطابقة أو مشابهة، الاستجابة للضمير.. البحث عن المهنية والموضوعية و... و...، ولم يكن "كليب" باستقالته الأخيرة من "الميادين" سوى شخص يعيد بشكل ممسوخ سيناريو سبق لشركائه، أن اقتفوه قبل 9 سنوات تقريبا، عندما انحازوا للقتلة ضد الضحايا، ولعل لونا الشبل وغسان بن جدو من أشهر من لاذ بهذا السيناريو المهترئ لكثرة استخدامه، ولعلهما عندما شاهدا استقالة "كليب" بدعوى الضمير والاعتقادات، لم يملكا أن يقولا "على هامان يا فرعون".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية