أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الاتحاد الديمقراطي" يستخدم ورقة الآشوريين والسريان ضد تركيا

إلي أين يريد "الاتحاد الديمقراطي" الوصول..؟

لماذا يحاول قادة حزب "الاتحاد الديمقراطي" إبراز الآشوريين كضحية محتملة لهجوم تركي وشيك على "تل تمر"؟ وكيف ترد تركيا على رهان القادة الأكراد في "رأس العين" و"تل أبيض"؟

هذه الأسئلة تطرح نفسها عند قراءة بيان المجلس العسكري السرياني حول مقتل أحد عناصر وأسر ثلاثة آخرين في هجوم لقوات "الجيش الوطني السوري" على قرية "الريحانية" على مشارف بلدة "تل تمر" الشمالي، بعد أقل من أسبوعين على إعلان نشر عناصره في مؤتمر صحفي مشترك لـ"قوات سوريا الديمقراطية" و"المجلس العسكري السرياني" وقوات حماية نساء بيث نهرين (قوة نسائية رمزية تابعة لحزب الاتحاد السرياني).

وقال المجلس السرياني المتحالف مع حزب "الاتحاد الديمقراطي" في بيانه إن يقاتل إلى جانب الوحدات الكردية منذ الثالث من الشهر الجاري ضد الجيشين التركي والوطني في قريتي المحمودية (عربية) والريحانية، وأنه يدافع عن الوجود السرياني في منطقة الخابور وسوريا، مطالبا أمريكا وروسيا بالضغط على تركيا لوقف العملية العسكرية شمالي البلاد.

وكانت البنادق والمدافع قد صمتت في سرير الخابور بعد سيطرة الجيش الوطني بدعم من الجيش التركي على قرية "العريشة" ووصوله إلى مشارف قرى "أم وغفة" و"تل طويل" و"تل جمعة" و"أم الكيف" و"تل كيفجي" شمال غرب بلدة "تل تمر"، التي تعتبر أهم عقدة مواصلات على طريق M4.

كل هذا جاء بعد تصريحات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لقيادات في "قسد" ومنهم "مظلوم عبدي" و"إلهام أحمد" تحذر من "إبادة للآشوريين" في حال وصلت تأثيرات العملية العسكرية التركية إلى بلدة "تل تمر"، رغم هجرة معظمهم من قرى الخابور على إثر هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" عليها في شباط فبراير/2015، بعد تحريض "الاتحاد الديمقراطي" لمسلحي المجلس السرياني (بينهم عرب متطوعون) على نقض الاتفاق بين القرى الآشورية والتنظيم آنذاك.

ونقلت وسائل إعلام الحزب الكردي عن مركز يسمى "مركز البحوث الاستراتيجية السريانية" أن مدينة "رأس العين" كانت تحوي على 75 عائلة مسيحية 60 منهم سريان و15 عائلة أرمنية، نزحت عنها بعد العملية العسكرية التركية إلى جانب 15 عائلة أرمنية من مدينة "تل أبيض".

وحسب مصادر من داخل مدينة "رأس العين"، فإن المخابرات التركية زارت شارع الكنائس 8 مرات للتأكد من عدم المساس بالكنيسة ومنازل ومحلات أتباع الديانة المسيحية، الأمر الذي ساهم بحماية مشاف ومنازل قرب الكنيسة من عمليات النهب التي جرت في المدينة، في حين عملت السلطات التركية على ترميم كنيسة "تل أبيض" وافتتاحها حتى قبل عودة الخدمات الأساسية إلى المدينة.

لكن المؤكد، فإن عمليات نهب غير معقولة طالت مشاريع المسيحيين واليزيديين الزراعية وشملت الجرارات والمعدات والمحروقات ومنازل في قرى "عباه والأسدية ومريكيز والشكرية وجان تمر والجهفة والدردارة" شرق مدينة "رأس العين" على يد عناصر فصيل "فرقة السلطان مراد" على وجه التحديد.

ويمكن القول، إن حزب "الاتحاد الديمقراطي" أحسن استغلال آخر فصيل مازال يحتفظ بخصوصيته ضمن "قسد" بعد "الصناديد" وهو "المجلس العسكري السرياني"، فرغم رفض معظم الآشوريين تولي "المجلس السرياني" إدارة قراهم بدلا عن "مجلس حرس الخابور"، فإن وجوده سيظهر المعارك في "تل تمر" ومحيطها وكأنها ضد "المسيحيين" وبالتالي الحصول على تأييد إعلامي وسياسي عالمي ضد تركيا.

في المقابل، أنقرة المدركة لتركيبة السكان، أوقفت عمليات التقدم بمحيط "تل تمر" رغم تحرشات "الاتحاد الديمقراطي" بحليفها "الجيش الوطني"، كما توقفت عن استخدام الطائرات الحربية منذ عقدها اتفاقا مع روسيا في 22 تشرين الأول أكتوبر الماضي، يقضي بانسحاب مسلحي الوحدات الكردية عن الحدود مسافة 32 كم تشمل "تل تمر" (31 كم عن الحدود)، لكن الحزب لم ينسحب.

والنتيجة، أن أنقرة تشدد على حماية المسيحيين وممتلكاتهم، لكن الفوضى العارمة في مناطق "نبع السلام" خاصة في قرى الريف والاستيلاء على منازل الازيدين، وجهت طعنة قاتلة لوعود الأتراك بـ"منطقة آمنة تكون نموذجا لغيرها"، وفي الوقت ذاته تدعم فيه خدع حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي ومحاولته التخفي وراء واجهات يصنعها من أتباعه ضمن القوميات والأخرى.

محمد الحسين - زمان الوصل
(146)    هل أعجبتك المقالة (144)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي