يواصل معلمو مدارس ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي إضرابهم عن الدوام وتنفيذ وقفات احتجاجية لليوم الخامس على التوالي، وذلك بسبب غياب الدعم عن القطاع التعليمي وانقطاع رواتبهم الشهرية.
في السياق ذاته قال "علي عبد الكريم" وهو أحد المعلمين بمنطقة "حارم"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إنّ الإضراب شمل حتى الآن 28 مدرسة من أصل 32 مدرسة، من مدارس بلدات وقرى (حيان، عندان، حريتان، بيانون، كفرحمرة) الواقعة في الريف الشمالي الغربي لمدينة حلب، وهو يهدف إلى تسليط الضوء على ما يعانيه المعلمون من مصاعب عديدة في السلك التعليمي في المناطق المذكورة.
وأضاف "تضمن الإضراب تنظيم وقفات احتجاجية مفتوحة للمعلمين والطلاب في باحات المدارس، حيث جرى خلالها رفع لافتات كُتِب عليها عبارات مثل (لا تتركوا الجهل يُكمل ما بدأت به الحرب)، و(لا خير في أمةٍ يهان فيها المعلم)، و(نعم لتحقيق مطالب المعلمين ولا للتسويف) وغيرها، في خطوة يقوم بها المعلمون لإعادة الاعتبار إلى العملية التعليمية وأركانها، إضافةً إلى دعم قطاع التعليم بشكلٍ كامل، وتأمين جميع مستلزمات التعليم من كتب وقرطاسية"، حسب تعبيره.
وأكدّ "عبد الكريم" أنّ أياً من الجهات محلية - دولية لم تستجب لمطالب المعلمين المشاركين في الإضراب منذ التاسع من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وكانت المنظمات الدولية المانحة قد أعلنت في شهر أيلول/ سبتمبر الفائت، تعليق الدعم المالي المخصص لملف التعليم شمال سوريا، رداً منها على هيمنة حكومة "الإنقاذ" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" على عدد من المناطق في ريف حلب، وطرد "الحكومة السورية المؤقتة" منها.
وتسعى مديرية "التربية والتعليم" في حكومة "الإنقاذ" إلى إنهاء الإضراب في المدارس التابعة لها في حلب، ذلك أنّ الإضراب سيظهر فشلها في إدارة ملف التعليم وتأمين مستلزماته، بعد أن تسببت في إيقاف الدعم عن مديريات التربية في المنطقة.
وبحسب مدرس آخر من بلدة "عندان"، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، فإنّ مديرية التربية والتعليم في حكومة "الإنقاذ" تتبع في الوقت الراهن سياسة التهديد وابتزاز الكوادر التعليمية في المدارس المشاركة في الإضراب، وذلك بهدف كسر إضرابهم وإجبارهم على العودة مجدداً لمزاولة نشاطهم.
وبيّن كذلك أنّ إدارة "مجمع سمعان الغربية" هددت مدراء المدارس في ريف حلب الغربي بفصل جميع المعلمين المشاركين في الإضراب الأخير واستبدالهم بمعلمين آخرين في حال عدم عودتهم إلى الدوام والتدريس من جديد، بالرغم من أنهم لم يحصلوا على أي دعم مادي منذ ستة أشهر، وبعضهم لم يتلقَ أي راتب منذ ما يقارب الثمانية أشهر. وبحسب المصدر فإنّه ومنذ بداية العام الدراسي الحالي 2019 -2020، تمّ إيقاف رواتب 3500 معلم من قبل المنظمات الداعمة في 275 مدرسة، والتي تضم حوالي 90 ألف طالب وطالبة.
وتواجه العملية التعليمية في الشمال السوري المحرر، صعوبات عدّة أبرزها قلة عدد المعلمين مقارنة مع عدد الطلاب الذي تزايد بصورة كبيرة في الصف الواحد بفعل حركات النزوح إلى المنطقة، فضلاً عن ضعف الإمكانيات المادية وغياب الدعم.
إضراب المعلمين مستمر في ريف حلب وحكومة "الإنقاذ" تهدد بفصل المشاركين

خالد محمد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية