أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"بشارة".. الحراك في العراق ولبنان ثورة ثقافية ضد الطائفية

اعتبر "بشارة" الحراك الشعبي في العراق "اكتشافا للهوية الوطنية وعابرا للطائفية" - أرشيف

قال مدير المركز العربي للأبحاث "عزمي بشارة" إن الحراك الحالي في لبنان والعراق هو ثورة ثقافية ضد الطائفية قد يخرج عنها حركات مواطنية ديموقراطية تجمع كل الطوائف ولكن بشرط تغيير نظام الانتخابات لأن الشكل الحالي لا يسمح لقوى ديموقراطية بالنفاذ إلى البرلمان.

واعتبر "بشارة" في لقاء مع "التلفزيون العربي" الحراك الشعبي في العراق "اكتشافا للهوية الوطنية وعابرا للطائفية"، مؤكدا أن الحدس والوعي الجماعيين كان لهما الفضل في الربط بين الطائفية وفساد الطبقة السياسية.

وحمّل المفكر العربي النخبة السياسية من زعماء الطوائف مسؤولية نهب البلاد باسم طوائفها وتشكّل شبكات زبائنية تتقاسم موارد الدولة بل ووظائفها، ما أصبح يعلي من قيمة الولاء الطائفي على حساب الكفاءة وهو ما يضر بالتنمية.

وحول مشهد الاحتجاج العراقي، قال إن الشعب العراقي رفض إفقاره باسم الطائفية لاسيما في بلد هو خامس منتج للنفط على مستوى العالم.
وأوضح "بشارة" أن الاحتجاج على النفوذ الإيراني أثبت أن الشباب العراقي يرفض الولاء لدولة أخرى باسم الطائفية، مشيرا إلى أن هذا تجلى أيضا في أحد شعارات الحراك وهو "نريد وطن" والذي رأى البعض أنه يعني "نريد دولة".

ورأى أن الانتفاضة الثورية في لبنان جاءت في وقت زادت فيه الطائفية السياسية بشكل كبير إلى حد تحديد كل طائفة أسماء الوزراء المنتمين لها.

وأشار إلى أن لبنان الدولة العريقة التي شهدت في السابق تطورا اقتصاديا وصل إلى مجالي الزراعة والصناعة عانى من الطائفية السياسية والفساد إلى حد عجزه الآن عن توفير الكهرباء لمواطنيه.

وقال المفكر والباحث العربي إنه لا يعتقد أن الانتفاضة الثورية في لبنان قامت ضد حزب الله بل إن لها طابع أشمل ولكن الاحتقان الذي تحدث به الحزب صورها وكأنها ثورة ضده.

وقال بشارة "إن حزب الله استثمر للأسف إنجازات المقاومة ضد إسرائيل لتوسعة نفوذه في لبنان".

وأشار إلى أن حزب الله قلق من التحركات لأنه تحول من حزب مذهبي متشدد مقاوم إلى حزب طائفي بات مهتما بالوظائف والوزارات إلى حد التحالف طائفيا مع فريق يحرض ضد الفلسطينيين ويغازل "إسرائيل".

ويرى المفكر العربي إن حراك الشباب منذ 2011 أظهر أن هناك جيلا غير منقسم أيديولوجيا وتحركه القيم والأخلاق واصفا ذلك بثورة ثقافية ورقي مهم لمستقبل الشعوب العربية رغم ما يحيط بذلك من عفوية زائدة قد تقود للشعبوية. وقال إن الحراك الشعبي الذي ليس له قيادة في كل من لبنان والعراق والجزائر لا يجب أن ينزلق إلى الشعبوية بحيث يكون رافضا لكل القيادات وكل النخب لأن الحراك إن لم يتبلور في حركات سياسية سيذهب إلى البيت وتتولى الأحزاب القائمة القيادة وإدارة البلاد.

واعتبر أن شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" نفسه شعار إصلاحي لأن الثورات تسقط النظام ولا تطلب منه إسقاط نفسه.

وفي حالة السودان يرى "بشارة" أن الاتفاق الحالي كان الخيار الوحيد المتاح لتجنب تصعيد قد يصل لحرب أهلية، ولكن رأى في الوقت نفسه أن أمر طموح الجيش في الحكم لم يحسم بعد لأن هناك من بين العسكريين من يريد أن يحكم. ويرى مدير المركز العربي للأبحاث أن هناك مشكلات تواجه التسوية السياسية الحالية من بينها وجود قوى خارج هذا الاتفاق مثل الشيوعيين والإسلاميين إلى جانب مشكلة الفصائل المسلحة.

وفي ختام حواره قال بشارة إن حدثين كبيرين أدخلا الحركات الإسلامية السياسية في أزمة وهما فشل أو إفشال حكم الإخوان المسلمين في مصر ما أوصل البلاد لحكم عسكري دموي إضافة إلى ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" وما تبعه من أحداث.

ورأى بشارة أن عدم تصدر الحركات الإسلامية للحراك الشعبي في الجزائر والعراق ولبنان والسودان حمى هذا الحراك وأن هذا سيستمر لفترة إلى حين خروج تلك الحركات من أزمتها والتصالح مع نفسها ومع الديموقراطية.

زمان الوصل
(127)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي