ألغى القضاء الفرنسي الاتهام "بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية" الموجه إلى مجموعة "لافارج" الفرنسية لصناعة الاسمنت التي اندمجت مع السويسرية "هولسيم"، والمتهمة بتمويل مجموعات "إرهابية" في سوريا.
لكن غرفة التحقيق في محكمة استئناف باريس، بحسب وسائل إعلام فرنسية، أبقت على تهم "تمويل الإرهاب" و"انتهاك حظر" و"تعريض (حياة عاملين سابقين في مصنعها في الجلابية) للخطر".
وكان القضاء الفرنسي أرجأ في 24 تشرين الأول أكتوبر قراره حول صلاحية الملاحقات ضد مجموعة "لافارج" التي اعترضت عليها، وذلك بعد عام ونصف عام على اتهامها "بتمويل الإرهاب" و"بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية" في سوريا.
وهذه القضية الخارجة عن المألوف، يشتبه بأن مجموعة "لافارج اس آ" التي تمتلك مصنع "لافارج سيمنت سيريا" دفعت في 2013 و2014 عبر فرعها هذا حوالى 13 مليون يورو لجماعات "جهادية" بينها تنظيم "الدولة"، وإلى وسطاء لضمان استمرار العمل في موقعها في سوريا.
كما يشتبه بأن المجموعة باعت اسمنتا لمصلحة تنظيم "الدولة" ودفعت لوسطاء من أجل الحصول على مواد أولية من فصائل "جهادية".
والاتهام بدفع أموال إلى "مجموعات مسلحة" مرفق بتقرير لتحقيق داخلي، لكن "لافارج اس آ" تنفي أي مسؤولية في الجهة التي تلقت هذه الأموال وتنفي الاتهامات "بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية".
وفي حزيران يونيو/2018، تمت ملاحقة "لافارج" بتهم "التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية" و"تمويل الإرهاب" و"انتهاك حظر" و"تعريضها للخطر" حياة عاملين سابقين في مصنعها في "الجلابية" بشمال سوريا.
وكانت "زمان الوصل" أول من أثار موضوع علاقة عملاق صناعة الاسمنت "لافارج" بتنظيم "الدولة" مدعمة ذلك بوثائق لا تقبل الجدل من خلال سلسلة تحقيقات وتقارير إعلامية جعلت منها مصدرا لصحف ووسائل إعلام عريقة.
وأطاحت حينها برئيس الشركة "إريك أولسين"، صاحب الجنسيتين الفرنسية والأمريكية، الذي أعلن استقالته من مهامه، على خلفية التحقيقات في تورط الشركة بتمويل جماعات "جهادية" في سوريا.
وعرض التحقيق الأولي الذي فتحته "زمان الوصل" مع رئيس "لافارج" في سوريا (جولبوا) مسألتين في غاية الخطورة، تتعلق الأولى بعلاقات تمويل وتجارة متبادلة مع تنظيم "الدولة"، أما الثانية فتخص تهاون "لافارج" وربما تواطؤها في إيصال أطنان من مادة كيماوية حساسة إلى تنظيم "الدولة"، كانت مخزنة في معمل الشركة بمنطقة "جلابية" بريف حلب، وهي مادة ذات استخدامات متعددة، منها استخدامها وقودا للصواريخ.
مجموعة "لافارج" هي الشركة الأم التي تدير عددا كبيرا من المصانع والشركات حول العالم، وهي اليوم ضمن تكتل عملاق يسمى "لافارج هولسيم".
تم الإعلان عن إتمام الاندماج بين "هولسيم ولافارج" في 2015، ليولد بذلك أكبر منتج للإسمنت حول العالم، يمتلك ويشغل أكثر من 2500 مصنع في 90 بلدا حول العالم، تدر عليه سنويا ما يفوق 32 مليار دولار، ناجمة عن تصنيع وبيع 387 مليون طن سنويا، ويعمل في هذه مصانع وشركات التكتل العملاق جيش من الموظفين يقارب 115 ألف شخص.
فرنسا تلغي ملاحقة "لافارج" بتهمة "التواطؤ بجرائم ضد الإنسانية" في سوريا

زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية