أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مفتي سوريا : "شربت لبن التوحيد بالفطرة" والأسرة مقدسة وهي من تصنع الرجال

 

قال أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية العربية السورية إنه " شرب لبن التوحيد بالفطرة"، في إشارة إلى أن أمه كانت ترضع أولاد جارتها المسيحية الفقيرة، وترسل لهم الطعام معه عندما كان صغيرا.

جاء حديث حسون في محاضرة له أمام أكثر من 7 آلاف شخص احتشدوا في كنيسة الروم الكاثوليك مساء أمس الثلاثاء في مدينة القصير بحمص للاستماع إلى محاضرة مفتي الجمهورية ، التي تأتي ضمن نشاطات احتفالية " أخوة معا" التي تقيمها مطرانية الروم الكاثوليك لمدة ثلاثة أيام في القصير.

وركز حسون في محاضرته التي حملت عنوان " سوريا مدرسة العيش المشترك" أكثر من مرة على أهمية الأسرة، معتبرا أنها مقدسة، وهي من تصنع الرجال ، قائلا اذهبوا للغرب لتتعلموا ولكن عودوا ولاتبقوا هناك كي لاتضيع هويتكم.

وأبدى حسون عتبه على رجال الدين الحاليين، قائلا لماذا فرقتمونا يارجال الدين، في حين وحدنا الأنبياء.

بدأت الاحتفالية بعرض فيلم وثائقي قصير عن مدينة القصير، تحدث عن أهم المعالم التاريخية والثقافية في القصير، كما تحدث المطران اسيدور بطيخة مطران حمص وحماة وتوابعها في بداية الاحتفالية عن التعايش الديني في سوريا، مرحبا بمفتي لجمهورية، قائلا إن سوريا نموذج مثالي للعيش الديني يجب أن يتعلم منه الآخرون.

وتحدث حسون عن رسالة السيد المسيح التي نورها من السماء وترابها من الأرض حسب قوله، مضيفا: ليس من المتسغرب أن نرى في بلادنا شيخا في كنيسة أو مطرانا في مسجد، بينما يستغرب الأوروبيون هذا الأمر، ويتفاجئون عندما يرون الجامع الأموي الكبير وفيه ضريح النبي يحيى أو يوحنا المعمدان، والياس أو الخضر عليه السلام.

وأوضح مفتي الجمهورية أن هذا الشيء يدل على أن الله جل جلاله ما اختار أرض بلاد الشام، إلا لأنه يعلم أن قلبنا يتسع للجميع، حيث "نؤمن جميعنا بالله ولانفرق بين أنبيائه".

وأشار حسون أن سوريا نموذج للعيش المشترك، وللصورة الحضارية والإيمانية، والنموذج الأمثل للقاء السماء بالأرض والإنسان بالإنسان.

وكان حسون قال في محاضرة له أمام البرلمان الأوربي مخاطبا الأوروبيين : ألم تسألوا أنفسكم لماذا اختار الله بلادنا لتكون أرض الديانات السماوية، وبلد جميع الأنبياء، "فسوريا اختارها الله ولم نخترها نحن".

وأشار المفتي إلى أن الآخرين طمعوا في بلادنا وجاؤوا بثوب ديني واقتصادي، كالتتار الذين دمروا بلاد الشام ، وأخذوا معهم 3 آلاف عالم من سوريا وفلسطين وشرقي الأردن، ليعملوا هنالك ويبنوا أجمل الأماكن التي ما زالت تشهد على علمهم حتى اليوم.

ورفض حسون أن يستخدم مصطلح الحروب الصليبية، قائلا غزانا الفرنجة بحجة أنهم يريدون تحرير الصليب، فوقف المسيحيون والمسلمون في مواجهتهم، كما وقف من قبل بنو تغلب وهم سريان مع خالد بن الوليد، مكملا: أخذ الفرنجة العلماء أيضا بناء على طلب هشام بن عبد الملك، الذي رفض أن يأخذ الأموال مقابل إرسالهم إلى تلك البلاد.

وأكد حسون أن مكتبات أوروبا تضم عشرات الألوف من المخطوطات العربية، وهي أكبر دليل على إنجاز العلماء العرب في الحضارة الغربية.

وتحدث مفتي الجمهورية عن حملة نابليون بونابرت على مصر معبترا أنها جاءت لتقسيم الأمة العربية، حتى أن المطبعة التي جلبها معه طبعت الكتب التي تتحدث عن الطوائف فقط، لتفرق مابينهم وتنشر الطائفية، ولم تطبع كتب الدين حسب قوله.

وقال حسون "علينا الاهتمام بالإنسان أولا ثم بالدين، لأن الإنسان خلق أولا، وجاء الدين لخدمته. وعلينا استثمار الروح بالحب لا بالحقد" حسب تعبيره

وخاطب حسون الجمهور قائلا:  "أنتم جزء من أرض باركتها السماء، ثم خاطب الغرب بالقول حجوا إلى أرضنا، ولاتشعلوا النار ،لأنها أطهر أرض فالأنبياء كلهم من أرضها وليسوا من باريس أو نيويورك. فالله أحب هذه الأرض وباركها".

يشار إلى أن المطران اسيدور بطيخة كرم مفتي الجمهورية بتلسيمه درع مطرانية الروم الكاثويليك، كما كرم المطران محافظ حمص محمد إياد غزال بتسليمه درع مطرانية الروم الكاثوليك باسم أهالي مدينة القصير، وهو وسام من الدرجة الأولى تمنحه المطرانية عادة للمبدعين والعلماء والشخصيات العامة.

يذكر أن مدينة القصير تبعد عن حمص حوالي 30 كم ، ويبلغ عدد سكانها نحو 40 ألف نسمة، يعمل غالبيتهم في الزراعة، حيث تعتمد أراضي القصيرر على مياه نهر العاصي.

زمان الوصل
(130)    هل أعجبتك المقالة (141)

سوري

2009-07-23

بنهاية المحاضرة اهدى الاستاذ عبود كاسوحة سماحة المفتي كتابا من مترجماته عن اللغة الفرنسية وكتب عليه في مقدمة الاهداء الى غبطة سماحة المفتي وقد اعجب سماحته بذلك وقرا الاهداء على الحضور.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي