بدأت ملامح "الضريبة الباهظة" التي بات على اللاجئين السوريين سدادها في مخيمات اللجوء في لبنان تحط أوزارها على قرابة مليون لاجئ وتزداد وضوحا يوما بعد يوم في عيون من أثقلت كاهلهم ويلات ثورتهم في سوريا وصادرت لقمة عيشهم وأحلامهم آلة حرب لا تعرف الرحمة.
17 تشرين الأول - أكتوبر 2019 تاريخ إشتعال ثورة الشعب اللبناني ضد طغمته السياسية و"قراصنة" أحلامه ومستقبل أبنائه أعاد للاجئين في لبنان من السوريين "مشهدية" اشتعال ثورتهم في آذار مارس/2011 عندما خرجوا على امتداد الجغرافيا السورية، مطالبين بإطلاق الحريات وإخراج المعتقلين السياسيين من السجون ورفع حالة الطوارئ وإسقاط نظام بشار الأسد بالكامل. "مشهدية" بدا أنها لن تختلف كثيرا بآثارها الاقتصادية والصحية والخدمية الكارثية على وضعهم المعيشي وإن اختلفت بأناقة الثورة اللبنانية وصورها الحضارية السلمية الرزينة الآمنة وتميزها عن سابقتها السورية بغياب سيول الدم وأسراب الطائرات المدججة بأطنان الصواريخ والبراميل العابرة للموت وقطعان الميليشيات والجنود المتعطشة للقتل.
يقول نقيب المخابز في بيروت وجبل لبنان "علي ابراهيم" بعد أقل من مرور أسبوعين على انطلاقة الثورة اللبنانية "مخزون القمح اليوم لا يكفي لأكثر من 20 يوما وهناك 5 بواخر في البحر تنتظر تحويل الأموال من المصارف المقفلة منذ 12 يوماً".
وحمل النقيب في حديثه لوسائل إعلامية لبنانية مسؤولية انقطاع الخبز لمن أسماهم "قُطّاع الطرق"، مبررا قوله بأن هناك مشقة كبيرة لإيصال الطحين.
من جهته أشار نقيب الصيادلة في لبنان "غسان الأمين" إلى كارثة قادمة ستطال قطاع الأدوية إذا بقيت المصارف مقفلة ودق نواقيس الخطر، محذرا من شح في الدواء في المناطق البعيدة عن العاصمة، ومن أن مخزون الأدوية شارف على الانتهاء.
في السياق ذاته صرح حاكم مصرف لبنان "رياض سلامة" لـ"CNN" أن الاقتصاد اللبناني سينهار خلال أيام إذا استمرت الاحتجاجات.
بتصغير اللقطة .. والتركيز بمهنية أكثر على تأثيرات ما سبق من تصريحات على إيقاع الحياة الاقتصادية والمعاشية لحياة اللاجئين السوريين داخل المخيمات يقول مراسل "زمان الوصل" أن اللاجئين السوريين على امتداد مخيماتهم في لبنان ورغم التزامهم بعدم الانخراط في المظاهرات والاحتجاجات والمشاركة الميدانية فيها إلا أنهم شاركوا الشعب اللبناني في إضراباته المتكررة فأقفلوا مدارسهم، ما أثر سلبا على العملية التعليمية.
وبالتوازي مع خيارات الأهالي الثائرين المضربين عن العمل في لبنان أقفل السوريون محالهم وورش عملهم والتزم أصحاب المهن الحرة ممن يعملون في أعمال البناء والنجارة والدهان والباعة الجوالين خيامهم احتراما وتعاطفا مع خيارات الشعب اللبناني الثائر.
وأضاف المراسل، كان لقطع الطرقات الذي شل الحركة بشكل كامل بين المناطق اللبنانية تأثيره السلبي الأكبر على مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، إذ منع دخول المنظمات الإغاثية والطبية إليها، الأمر الذي تسبب بحرمانهم من كثير من الخدمات المقدمة إليهم من سلسل غذائية ومواد تدفئة وخيام وشوادر وأخشاب ومستلزمات طبية، كما تسبب قطع الطرقات على مدى 13 يوما بإعاقة تواصل اللاجئين مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وعرقلة إتمام معاملاتهم فيها كتجديد التسجيل على قيودها، ما جعل الكثير من العائلات مهددة بشبح الفصل من قيود المفوضية وحرمانها من برنامجها الغذائي.
في ذات السياق أشار المراسل إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار معظم السلع الغذائية الضرورية كالسكر والرز وحليب الأطفال والخضار، وذلك بسبب الانخفاض المتسارع لقيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار من جهة ولظهور بوادر شح في بعض الأدوية والسلع الغذائية ولاسيما الطحين من جهة أخرى.
ضريبة ثورة ثانية يدفعها اللاجئون السوريون في لبنان اليوم من قوتهم ولقمة أطفالهم وحبة دوائهم بعدما دفعوها في بلادهم من دمائهم وأرواحهم وحريتهم، ضريبة يبدو أنها ستكون باهظة بكل تأكيد على لاجئين صنفتهم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تقارير سابقة بأنهم "الأفقر في العالم".
اللاجئون السوريون في لبنان يدفعون ضريبة ثورتين

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية