دخلت السيارات في لبنان على خط المظاهرات بعد دعوة للمشاركة في "اثنين السيارات"، لإغلاق الطرقات كخطوة تستبق تنفيذ الجيش لوعد رئيس الجمهورية "ميشال عون" بفتح الطرق بالقوة.
ومنذ منتصف الليل الفائت اصطفت المركبات في الشوارع الرئيسية، وحمل محتجون لافتات كتب عليها "الطريق مقفل لصيانة الوطن".
وتشير وسائل الإعلام اللبنانية أنه بقطع الطرق الاثنين بالمركبات سيشهد الشارع، إما تحركات رسمية تنهي تعطيل الجامعات والمدارس وإغلاق البنوك، أو صدامات عنيفة يكون الجيش اللبناني طرفا فيها ما سيصعد من حدة التوترات، بحسب ما رصدت الوكالة الوطنية للإعلام.
وقطعت العديد من الطرق الرئيسية إما باصطفاف المركبات أو بوضع عوائق حديدية وحاويات نفايات وحتى سواتر ترابية.
وبدت الحكومة، رغم إقرارها رزمة إصلاحات "جذرية" غير مسبوقة، عاجزة عن احتواء غضب الشارع المتصاعد، والمتمسك بمطلب رحيل السلطة بدء من إسقاط الحكومة.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي انتشرت هاشتاق "#اثنين_السيارات" و"#الطرقات المقطوعة"، والتي تضمنت صورا ومقاطع مصورة لشوارع في لبنان قطعها المتظاهرون.
وبدأت غرفة التحكم المروري بنشر حالة الطرق المغلقة والتي تضم شوارع "بيروت، وطرابلس، النبطية، زحلة، جبيل، الطريق البحرية، أدونيس، مستديرة زحلة، سعدنايل، مفرق قب الياس، جديتا، ضهر البيدر مفرق فالوغا، مفرق العبادية، صوفر، عالية، شويت، طريق بسوس الداخلية، ترشيش باتجاه عينطورة".
وبدأت عناصر من الجيش بمحاولات فتح الشوارع، حيث تقوم جرافات بإزالة سواتر ترابية في منطقة دوار كفررمان.
وأعلنت المدارس والجامعات إغلاق أبوابها الاثنين أمام الطلاب، ناهيك عن تعذر وصول غالبية الموظفين في الدوائر الرسمية إلى مكاتبهم في سراي طرابلس.
وقالت غرفة التحكم المروري في منشور "فيسبوك" إن الـ 24 ساعة الماضية شهدت سبعة حوادث راح ضحيتها قتيل واحد وستة جرحى.
ونجح عشرات الآلاف من المتظاهرين في لبنان بتشكيل سلسلة بشرية بطول 170 كيلومترا الأحد تمتد من مدينة طرابلس شمالا حتى مدينة صور جنوبا.
وتكتظ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب بالمتظاهرين منذ 17 أكتوبر، في إطار حراك شعبي غير مسبوق وعابر للطوائف على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين.
ولم يوفر المتظاهرون أي سياسي من الانتقادات التي طالت رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وهم يحملون على كافة الطبقة السياسية عجزها عن إخراج البلاد من مأزق اقتصادي وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990.
ويتسم الحراك في لبنان بالسلمية، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت توترات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين يقطعون طرقا رئيسية في العاصمة وخارجها، في محاولة منهم لتكثيف الضغط على السلطة لتنفيذ مطلبهم باستقالة الحكومة أولا. وباءت محاولات الجيش فتح الطرق بالفشل.
كما حصلت توترات بين متظاهرين ومجموعات من حزب الله ومن التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون. وأعلن الأمين العام لحزب الله الذي يمتلك مع عون وحلفائهما الأغلبية الحكومية، رفضه استقالة الحكومة والرئيس وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، كما يطالب المحتجون، متذرعا بخشيته من "الفوضى" و"الفراغ".
واندلعت شرارة الاحتجاجات الاجتماعية غير المسبوقة منذ سنوات في 17 تشرين الأول أكتوبر الجاري بعد إقرار الحكومة ضريبة على الاتصالات عبر تطبيقات الإنترنت.
ورغم سحب الحكومة قرارها على وقع غضب الشارع، لم تتوقف حركة الاحتجاجات ضد كافة مكونات الطبقة السياسية التي يعتبرها المحتجون غير كفؤة وفاسدة في بلد لم تتمكن فيه الدولة من تلبية الحاجات الأساسية على غرار الماء والكهرباء والصحة بعد 30 عاماً من نهاية الحرب الاهلية (1975-1990).
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية