وثَّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 72 أسلوب تعذيب لا يزال نظام الأسد مستمرا بممارستها في مراكز الاحتجاز والمشافي العسكرية التابعة له، مطالبة الكونغرس الأمريكي بإقرار مشروع "قيصر" كنوع من المحاسبة بعد تعرفها على هوية 801 شخصاً من الذين ظهروا في صور قيصر المسربة.

وفقاً للتقرير فقد تعدَّدت أنماط التعذيب التي استخدمتها قوات النظام السوري داخل مراكز الاحتجاز التابعة لها، ومورست بشكل واسع حتى لا يكاد يوجد معتقل ناجٍ لم يتعرض لأحد هذه الأساليب أو لعدد منها معاً، وصنَّف التقرير أنماط التعذيب ضمن سبعة محاور أساسية، ويتفرع عن كل نوع عدة أساليب ثانوية بما يُشكِّل مجموعه 72 أسلوب تعذيب متَّبع من قبل قوات النظام السوري بحق المحتجزين، منوهاً إلى إمكانية وجود أساليب أخرى لم يتم التَّعرف عليها وتوثيقها، وأكَّد التقرير أن المعتقل قد يتعرض إلى أساليب تعذيب متنوعة وعديدة خلال جلسة تعذيب واحدة.
وبحسب التقرير فإن أنماط التعذيب الرئيسة: هي التعذيب الجسدي ويضم 39 أسلوباً والإهمال الصحي وظروف الاحتجاز ويتضمن 6 أساليب، والعنف الجنسي يضم 8 أساليب، والتعذيب النفسي وإهانة الكرامة الإنسانية ويضم 8 أساليب والتعذيب في المشافي العسكرية وتضمَّن 9 أساليب، إضافة إلى أعمال السخرة وظاهرة الفصل.

وفي هذا السياق أورد التقرير أنه قد أجرى مقارنة بين هذه الحالات الـ 801 مع قاعدة بيانات المختفين قسرياً، حيث تبيَّن أن معظم هذه الحالات مسجلة في قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان الخاصة بالمختفين قسرياً، إضافة إلى مقارنتها مع قاعدة بيانات الأشخاص الذين يعتقد أنهم توفوا بسبب التعذيب، ووجدَ التقرير أنَّ هناك تقاطعاً بنسبة 16 % مع قاعدة بيانات ضحايا التعذيب، أي أنَّ هناك 124 حالة مسجلة في قاعدة بيانات الشبكة على أنهم قد قضوا بسبب التعذيب من أصل 801 حالة، وأوضحَ التقرير أنه بعد الكشف عن صور قيصر أصبحت الـ 801 حالة جميعهم قضوا بسبب التعذيب ولم يعودوا مختفين قسرياً، ذلك على الرغم من عدم حصول الأهل على الجثة؛ لأن صور قيصر تثبت بوضوح وفاة المعتقل.
وزَّع التقرير الحالات الـ 801 بحسب المحافظات وكانت النسبة الأعلى من الضحايا الذين تعرفنا على هوياتهم من نصيب محافظة ريف دمشق بـ 65.42 %، تليها محافظة درعا بـ 25.84 % وثالثاً محافظة حمص بـ 2.62%، كما وزَّع التقرير الحالات الـ 801 ذاتها بحسب مراكز الاحتجاز التابعة للأفرع الأمنية التي يُعتقد أنهم توفوا فيها مُشيراً إلى أن نسبة الوفيات الأعلى كانت في الفرع 215، يليه الفرع 227.
وبحسب التقرير فإن ما لايقل عن 1.2 مليون مواطن سوري على الأقل قد مرَّ بتجربة اعتقال في سجون النظام منذ آذار 2011، منهم 130 ألف شخص لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري، مشيرا إلى أنه منذ آذار 2011 حتى أيلول 2019 قتل 14 ألف شخص بسبب التعذيب ينهم ما لا يقل عن185 شخصاً قتلوا منذ مطلع العام 2019.


وأشار التقرير إلى مقتل43 شخصاً بينهم 1 طفلاً و1 امرأة بسبب التعذيب في سجون فصائل في المعارضة المسلحة، إضافة إلى مقتل47 شخصاً بسبب التعذيب بينهم 1 طفلاً و2 امرأة على يد قوات سوريا الديمقراطية، فيما قضى ما لايقل عن 20 شخصاً بسبب التعذيب على يد جهات أخرى.
الشبكة دعت في تقريرها إلى تشكيل تحالف حضاري للتدخل السياسي والعسكري لحماية المدنيين وإنقاذ عشرات آلاف المعتقلين من الموت تحت التعذيب؛ نظراً لفشل مجلس الأمن في حماية المعتقلين الذين أصبحوا بمثابة رهينة بيد النظام يقتل منهم من يشاء تحت التعذيب.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية