أنا آتٍ يا دمشق
لحواريك ِ الضائعة
شوارعكِ المُكتظة
جسوركِ تحت عانتها
نتكاثر نحن المرجومين
منذ أبدْ
أنا آت ٍ.....
لقاسيون وعليه أن يُعدّ
حضوره الرخيم
كهولته القاسية
مجرّات النجوم فوقكِ الرائعة
فيروز التي تدس ماسها
في ثوبكِ الأسود الطويل
أنا آتٍ يا دمشق
لنهر الوجوه يغمرني بالدهشة
للمتحف الرابض كأسدٍ مُجهد
لصلاح الدين يستلّ سيفاً من حجر !
لسوق النحاسين
طَرَقهم على ذهب العُمر
آتٍ يا دمشق
هيئوا لي البيوت المُواربة الأبواب
الطهو المُستمر
منذ مليون انتظار لمجيء الأب
رائحة الحياة الشهية
ليعصر فوقها
ليمون ضحكه
ويموت
×××
أعود طفلاً جديداً
بملابس ملونة ....وعيدٍ داخليٌ مُضيء
المدينة الكهلة
بنسر سوادها المُتسّخ
وأبنيتها التي ....علاها الضجيج
.....والهرم
سَاحَاتها المزروعة ...بالسيارات المُتدافعة
ورجال الشرطة
مزودين بدفاترهم العمياء
ينكبوّن على تحرير الاتجاهات
والذنوب
أعود لأرى.....
الأفق الذي يَشْغَلَ سماء العاصمة
الصخرة التي تُطلّ....
على هولِ دمشق
المُنخفض
البيوت أسفل القاع
وأنتَ كإله تنقضّ من أعلى
المدينة التي غريبة من قلبي
احتشدت بالوجوه .....والأجيال
مرت مياهٌ كثيرةٌ
_ يردّ صديقي _
وأكتفي برمي حصاة
والإجهاش بدمع ٍ لا يراه
سواي........
××××
تنويه..نشرت هذه النصوص في موقع دمشق عاصمة الثقافة ومواقع سورية أخرى تحت اسم الشاعر الكبير محمود درويش ..لذلك وجب لفت النظر ودمتم
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية