نفذت ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) حملة اعتقالات طالت العديد من أبناء مدينة "منبج" بريف محافظة حلب الشرقي، وذلك بعد مرور أيام قليلة من دخول قوات النظام إلى المنطقة بموجب اتفاق تمّ التوصل إليه برعاية روسية بين الجانبين، الأحد الماضي.
حول هذا الموضوع قال الناشط الإعلامي "محمد عولاني" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إنّ قوات النظام توزعت بعد دخولها إلى منطقة "منبج"، على عدد من حواجز "قسد" المتمركزة على مداخل مدينة "منبج"، وأبرزها حاجزا دوار "المدفع"، وحاجز قرية "الحية" الواقعان غرب المدينة، بالإضافة إلى حاجز قرية "خطاف" إلى الشرق منها، وقد بدأت هذه الحواجز المشتركة في اليومين الماضيين في ملاحقة المطلوبين من أبناء المدينة، وخاصة من فئة الشباب، الذين جرى اعتقال عددٍ منهم عقب تفييش بطاقاتهم الشخصية.
وأضاف "بلغ عدد الشباب المعتقلين حوالي 10 شباب، وهم ينحدرون بغالبيتهم من محافظة الرقة وريفها، بالإضافة إلى شابين آخرين من مدينة دير الزور، وذلك أثناء محاولتهم الهروب من المنطقة باتجاه مدن وبلدات منطقة (درع الفرات) الخاضعة لسيطرة (الجيش الوطني)".
*قواعد عسكرية
مصدر خاص في فصائل المقاومة العاملة في ريف حلب، أكدّ على أنّ تواجد قوات النظام في منطقة "منبج" لا يقتصر في الوقت الراهن على الحواجز العسكرية المحيطة بالمدينة فحسب، وإنما يشمل أيضاً تجهيز ثكنات عسكرية في مناطق عدّة من ريف "منبج" الغربي، ولاسيما في قرى (أم عدسة، الدندنية، الجاموسية، مزارع الفارات) الذين أجبرتهم قوات "الأسد" على مغادرتها دون السماح لهم بنقل أي من أمتعتهم أو أثاثهم إلى خارج المنطقة.

وينتشر عناصر النظام حالياً -كما يقول المصدر- في 15 قرية هي: (عون الدادات، عرب حسن، الحلونجي، التوخار، الصيادة، الفارات، العسلية، أم عدسة، البوغاز، العريمة، البويهيج، فرط، بران، كورهبوط، الكاوكلي) التي تتوزع حول مدينة "منبج."
وأوضح المصدر ذاته أنّ اتفاق "قسد" مع النظام، أعطى الأخير فرصة كبيرة من أجل إعادة نشر أسلحته الثقيلة والمتوسطة في أجزاء مهمة من منطقة "منبج"، فضلاً عن إعادة رفع علم النظام فوق المراكز الحكومية والخدمية داخل المدينة وعلى مداخلها ومخارجها.
*إضراب
إلى ذلك دعا ناشطون من مدينة "منبج" إلى تنفيذ إضراب عام يوم الاثنين المقبل، احتجاجاً على الاتفاق الذي سمح لقوات النظام بدخول المدينة، في وقتٍ يتخوف فيه معظم الأهالي من لجوء النظام إلى تنفيذ عمليات انتقامية بحقهم إذا ما استعاد زمام السيطرة بصورة مطلقة في "منبج"، فيما يشمل الإضراب إغلاق محال تجارية، ومظاهرة حاشدة في المدينة.

وحسب الناشط "عولاني" فقد شهدت أحياء مدينة "منبج" وشوارعها الرئيسية في الساعات القليلة الفائتة توزيع منشورات تحض الأهالي على المشاركة في الإضراب الرافض لانتشار قوات النظام وروسيا، سواء ضمن المدينة أو على أطرافها الممتدة على طول الجهة الشمالية والغربية التي تفصل المنطقة عن مناطق "الجيش الوطني".
ويأتي الإضراب قبل يوم من اجتماع تركي-روسي مرتقب، وقيل أنّه سيبحث "الجوانب التي تخص روسيا والنظام فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة التي تنوي تركيا إنشاءها على الحدود مع بسوريا"، في حين يأمل الأهالي بأن لا تكون للنظام سيطرة فعلية على منطقة "منبج" لأن ذلك يعرضهم للخطر وخصوصاً شبابها الذين سيصبحون عرضةً للاعتقال أو التهجير القسري بسبب رفضهم للخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام.
خالد محمد -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية