قبل حوالي عامين تمكن مصور بريطاني من التقاط مجموعة صور للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل وهي تخلع سروالها تأهبا لارتداء المايوه اثناء اجازتها الصيفية باحد شواطئ ايطاليا ، وقامت الصحف الشعبية البريطانية بنشر الصور مع سيل من التعليقات البذيئة على المناطق مادون خاصرة جناب المستشارة ، واحدث ذلك ردود فعل عنيفة لدى الصحف الالمانية التي دافعت بشدة عن الحرية الشخصية للمستشارة وحقها في ان تلبس ـ او تقلع ـ ما تشاء في أي زمان ومكان ، مشيرة الى انها تستطيع ـ في المقابل ـ نشر صور لملكة بريطانيا وهي تتأهب لارتداء ثيابها الداخلية ، واستغرق الأمر سجالا ومناوشات طويلة تركزت كلها حول السروال رمزا للحرية الشخصية!.
وقبل ايام لقيت المواطنة المصرية مروة الشربيني مصرعها داخل قاعة محكمة المانية بيد متطرف الماني كان دائم السخرية من حجابها محاولا نزعه من فوق رأسها اكثر من مرة ، بما دفعها لمقاضاته امام المحكمة التي انصفتها ، فما كان من المتطرف إلا ان انهال عليها طعنا بسكين كان يحملها حتى لقيت حتفها ، وعندما حاول زوجها الدفاع عنها تعرض لسيل من اللكمات ولرصاصة استقرت في ساقه ، اما الصحف الالمانية التي استشاطت غضبا لحرية وكرامة سروال المستشارة ربما لاعتباره رمزا وطنيا المانيا ، فقد لاذت بصمت مريب حول حق مروة وحريتها الشخصية في ان تلبس ما تراه مناسبا!.
وبالأمس دخل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على الخط بسخريته من لابسات الحجاب وتأكيده ان لا مكان في فرنسا لمن ترتديه ، بمعيار مزدوج يمنح كل الحرية للمواطنة الفرنسية سيلفيا في ارتداء اللاملابس ويسلبها من المواطنة الفرنسية سليمة التي لها رأي مغاير فيما تلبسه..انها روح التعصب العنصري والاسلامو ـ فوبيا التي تضرب الغرب كله وتجعل المتطرفين الألمان يستبدلون اليهود بالمسلمين وتدفع ساركو للجهر بالعنصرية ولا غرابة في الأمر ، لكن الذي يثير الدهشة والغضب ان تشارك اقلام واصوات عربية في الدفاع عن مثل هذه المواقف المشينة لاصحاب ديموقراطية السراويل!.
جريدة الوطن العمانية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية