أخلت ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الكردية، معظم مقراتها الأمنية المتواجدة في عددٍ من الأحياء الشمالية من مدينة حلب، وانسحبت تحت ضغط من قوات النظام باتجاه مدينة "منبج" ومناطق شرق نهر الفرات، التي تشهد حالياً معارك عسكرية ضمن عملية "نبع السلام" التي أعلن عنها قبل أسبوع من الآن.
وقال الناشط الإعلامي "عبد الرحمن الحلبي" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إنّ عناصر من فرع "الأمن العسكري" مدعومة بمجموعات تابعة لميليشيا "الدفاع الوطني" دخلت إلى مناطق أحياء "الأشرفية، الشيخ مقصود، السكن الشبابي، بني زيد"، وذلك في إطار اتفاق جرى التوصل إليه برعاية روسية، يقضي بانسحاب قيادات وعناصر "قسد" إلى المناطق الشرقية من نهر الفرات، بالإضافة إلى تسليم كافة الحواجز والمقرات الأمنية التابعة لها هناك إلى قوات النظام.
وأضاف "شمل الاتفاق الموقع قبل ثلاثة أيام بين الطرفين، انسحاب جميع القادة والعناصر الأجنبيين التابعين لـ(قسد) في حلب المدينة، فيما سُمِح لعددٍ قليل من العناصر المحلية المنضوين في صفوفها بالبقاء في بعض المقار العسكرية داخل الأحياء آنفة الذكر".
مصدر عسكري في "الجيش الوطني"، أكدّ لـ"زمان الوصل" أنّ ميليشيا "قسد" أخلت فعلياً مقراتها العسكرية في حي "الأشرفية"، كما أنها تتحضر في الوقت الراهن إلى إخلاء أحياء "الشيخ مقصود، السكن الشبابي" تمهيداً لتسليمها إلى قوات النظام.
وحسب المصدر فإنّ ميليشيا "قسد" ستقوم بإخلاء بعض المواقع التابعة لـ"قسد" في كل من مناطق "تل رفعت"، و"الشيخ عيسى" في ريف حلب الشمالي، إضافةً إلى مواقع أخرى على طول خطوط التماس مع فصائل "المقاومة"، والتي تمتد من مدينة "مارع" وحتى "الباب" شرقاً، ومن "مارع" حتى "أعزاز" والقرى القرى المجاورة لها من جهة "عفرين" شمالاً.
*منبج
وفيما يخص مدينة "منبج" الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، أوضح المصدر ذاته أنّ ميليشيا "قسد" حاولت إدراج المدينة بالاتفاق، لكنّ جهودها لم تُفلح بسبب رفض النظام ومن ورائه "روسيا" لذلك، وعلى الرغم من التحركات العسكرية التي يقوم بها النظام داخل وإلى منطقة "منبج"، إلاّ أنّ الأخيرة ستكون من نصيب "الجيش الوطني" بموجب تفاهمات سابقة جرت بين تركيا وروسيا، وفق تعبيره.
وعلى الصعيد الميداني أشار المصدر ذاته إلى أنّ قرى بأكملها نزحت من مناطق سيطرة "قسد" نحو مناطق سيطرة "الجيش الوطني"، حيث نزح أهالي قرية "أم جلود" شمال غربي "منبج" بشكلٍ كامل إلى بلدة "الغندورة" غربي "جرابلس"، خوفاً من دخول قوات النظام إلى المنطقة بعد التنسيق الأخير مع "قسد".
بدورها ردت ميليشيا "قسد" على تقدم "الجيش الوطني" إلى المناطق الشمالية لمدينة "منبج"، عبر استهدافها قرى ريفي "منبج "و"جرابلس" الغربي بالقذائف المدفعية والصاروخية، مما أدى لإصابة عددٍ من المدنيين بجروح متفاوتة، في حين ردت المدفعية التركية بقصف مواقع الميليشيا في قريتي "العسلية" و"الصيادة".
وعملت "قوات سوريا الديمقراطية" على مساعدة قوات النظام في فرض حصاره على أحياء مدينة حلب الشرقية، إذ ركزّت من عمليات استهدافها لطريق "الكاستيلو"، بالتزامن مع الهجمات العسكرية الواسعة التي شنها النظام على المنطقة في العام 2016.
وكان "الجيش الوطني" مدعوماً بقوات تركية سيطر مؤخراً على مدينة "رأس العين" غرب محافظة الحسكة، ومدينة "تل أبيض" في ريف محافظة الرقة، فضلاً عن تمكنه من السيطرة على العديد من البلدات والقرى في منطقة شرق الفرات، بعد مواجهات مع "قسد" التي تعاني من تخبط واضح في صفوفها، عقب تخلي "الولايات المتحدة الأمريكية" عنها، في معارك عملية "نبع السلام" التي أعلن عنها الرئيس التركي مساء يوم الأربعاء الماضي.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية