انفجارات واشتباكات، حريق وجثة متفحمة، جرحى من الشرطة والأمن واعتقالات مع شوارع خالية.
كانت هذه حصيلة ما وصفه شهود عيان "حرب حقيقية" دارت رحاها أمس الأول السبت في حي "الزراعة" من مدينة اللاذقية بين عناصر أمنية ودوريات من فرع الأمن الجنائي من جهة وأقرباء لآل الأسد من عائلة "ديب".
حضر محافظ النظام في اللاذقية وعدد كبير من المسؤولين في نظام الأسد إلى موقع الاشتباكات بعد انتهاء المعركة التي أسفرت عن إصابة عدد من عناصر الشرطة ومقتل شخص مجهول الهوية، كما وجدت جثته متفحمة بعد احتراقها داخل شقة كانت مصدر الاشتباك.
شغلت هذه المعركة سكان مدينة اللاذقية بضع ساعات، وخاصة بعد أن تعالت أصوات الاشتباكات وتوالت التفجيرات وتصاعد الدخان، وارتفعت أصوات سيارات الإسعاف وتوجه سيارات الاطفاء إلى المنطقة وهرب السيارات القريبة من دوار الزراعة ودوار "هارون"، ما أدى إلى ازدحام الشوارع في المدينة، ووقوع بعض الحوادث التي خلفت أضرارا مادية.
وقال المحامي "محمد" إن "عصابة من اللصوص وتجار المخدرات والمهربين ورجال الخطف الذين كانوا مدعومين من آل الأسد انتهت صلاحيتهم، وأصبح من الضروري التخلص، وخاصة بعد أن أشاع النظام أن الأمان قد توفر، وأنه سوف يكافح الجريمة التي أصبحت كابوسا ينغص حياة الناس منذ 9 أعوام، مع تجنيده لعناصر ترفد ميليشيات "الدفاع الوطني" الذين أصبحوا خارجين عن القانون، وشكلوا خطرا على نظام الحكم، وخاصة بعد أن احترفوا الجريمة".
وأضاف المحامي أن أفراد العصابة كانوا يعيشون على شكل مجموعة يترأسها شخص من "آل ديب"، وأنهم اشتبكوا مع الأمن والشرطة بعد صدور تعليمات بنزع محرسهم (كولبة حراسة) من على مدخل بنايتهم.
وأشار إلى أن الأهالي لم يهتموا بداية الاشتباكات لما سمعوه لأنهم اعتادوا خلال السنوات الماضية على إطلاق النار بسبب أو دون سبب فترات متقطعة، ولكنها يوم أمس الأول استمرت لبضع ساعات بواسطة الأسلحة النارية الرشاشة والرمانات اليدوية.
تسبب هذا الذعر بين الناس وجعلهم يغلقون محلاتهم ويلجؤون إلى منازلهم. "حسب تصريح بائع المفروشات "حسن" لـ"زمان الوصل".
نجم عن المعركة تدمير ممتلكات، وتعرض بناء للتصدع وخسائر مادية بملايين الليرات السورية في منازل الجيران والسيارات التي كانت تمر في الشوارع وسيارات الشرطة.
وحسب معلومات مؤكدة من داخل المدينة فإنه تم إغلاق الطريق الواصل بين دوار "الزراعة" الذي يعتبر عصب المدينة لعدة ساعات مع انتشار كثيف لعناصر الأمن والشرطة.
وبينما اعتبر عدد من المؤيدين للأسد أن من حق "ابن ديب" أن يضع "كولبة" حراسة طالما كان قائدا لمجموعة تقاتل مع جيش الأسد، رأى آخرون أن ما حدث هو تنبيه إلى رجال الشرطة والأمن من خطورة هؤلاء المسلحين، ومن جهة ثانية رسالة إلى هؤلاء المسلحين ومن يشابههم بأن مصيرهم القتل والاعتقال على يد من كانوا يقاتلون لأجله بالأمس.
ونجم عن الاشتباكات ضبط كميات كبيرة من الرمانات اليدوية الدفاعية والهجومية، ومصادرة عدد من البواريد الروسية والرشاشات الخفيفة وكميات من الذخائر والمخدرات، حسب مصدر مطلع من داخل فرع الأمن الجنائي في اللاذقية.
وكانت محافظة اللاذقية قد شهدت أكثر من عصيان مسلح من قبل مجرمين من آل الأسد "بشار طلال الأسد" وآخرون كانوا يقاتلون مع جيش النظام ودفاعه الوطني.
اللاذقية.. اشتباكات بين الأمن وأقرباء الأسد

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية