أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

باريس ودمشق تتفقان على كل شيء... عدا إيران

 تتعد نقاط الخلاف بين سوريا ووزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير نقطة واحدة، تتمثل بـ «كيفية معالجة الملف الإيراني».

عدا ذلك يعترف الوزير الفرنسي علانية بأن باريس ودمشق متفقتان على كل شيء، من عدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني، ودعم العملية السياسية في العراق ودعم جهود المصالحة، والتحضير الجيد لعملية السلام، والحل القائم على الدولتين وعودة الجولان السوري، با عتبار أن لا سلام ممكنا قبل أن يشمل المسار السوري.
ويضيف كوشنير أيضا أن باريس ستعمل على تنشيط دورها الاقتصادي في سوريا، ولا سيما في مجالات البنية التحتية، مشيرا إلى أن توقيت الزيارة إلى دمشق يتزامن مع مرور عام على زيارة الرئيس بشار الأسد إلى باريس للمشاركة في احتفالات إطلاق «الاتحاد من أجل المتوسط»، منوها بأن هذا ليس من قبيل المصادفة.
إلا أن نقاط الاتفاق لم تمنع نظيره السوري وليد المعلم من التدخل لدى كوشنير حين أعطى جوابا دبلوماسيا عن سؤال عن جهود باريس لرفع العقوبات الأميركية عن سوريا وخصوصا في ما يتعلق بتزويد دمشق قطع غيار للطائرات، كما سبق ووعد الرئيس نيكولا ساركوزي.
كما تدخل المعلم حين تحدث كوشنير عن رؤية فرنسا لكيفية سير عملية السلام، ليؤكد أن سوريا «لم تغير موقفها» القائم على أنه «من دون انسحاب كامل من الجولان إلى خط الرابع من حزيران لن يسود السلام ولا الأمن في هذه المنطقة».
أما لبنانيا فعبر كوشنير عن ارتياح باريس لما تم في لبنان، موضحا أن الجانبين متفقان على ترك الأمور للبنانيين. من جهته، أجاب المعلم عن استفسار حيال من بدأ بتغيير لهجته اتجاه دمشق في لبنان، معتبرا أن من يخطو خطوة باتجاه سوريا تخطو سوريا خطوة باتجاهه، داعيا هؤلاء إلى التمعن في العلاقة التاريخية والجغرافية التي تربط بين البلدين.
وبحث الأسد مع كوشنير «العلاقات الثنائية بين البلدين»، حيث نقل الوزير الفرنسي «ارتياح ساركوزي لتطور العلاقات بين فرنسا وسوريا، وعزمه مواصلة العمل على تعزيزها». كما «تمت مناقشة آخر المستجدات في المنطقة، وتم التأكيد على أهمية استثمار الأجواء الإيجابية السائدة في العالم والبناء عليها بغية إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه الشرق الأوسط من خلال الحوار».
وذكر بيان رئاسي أنه «كان هناك اتفاق حول أهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن، ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة، ووقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في إطار تحقيق سلام عادل وشامل». كما «تطرقت المحادثات إلى الوضع في لبنان، حيث عبر الجانبان عن ضرورة تكثيف الحوار بين الأفرقاء اللبنانيين بغية التوصل إلى توافق وطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية».
وحول العراق «شدد الجانبان على ضرورة دعم جهود الحكومة العراقية في السعي لتحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي». وبحث الأسد مع وزير خارجية سنغافورة جورج يو علاقات التعاون بين البلدين وآفاق تعزيزها.
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع كوشنير، ردا على سؤال حول تغير لهجة بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه دمشق، إن «قلب سوريا كبير، ومن يخطُ باتجاه سوريا خطوة نخطُ باتجاهه خطوة».
وأضاف «نعتقد أن بعض القيادات اللبنانية بدأت تستوعب حقائق التاريخ والجغرافيا والروابط الإنسانية القائمة بين سوريا ولبنان، ونحن نرحب بذلك، وندعو إلى زيادة عمق الفهم لهذه الحقائق».
من جهته، قال كوشنير ان باريس ودمشق اتفقتا على «أن نترك للبنانيين تشكيل حكومتهم». وأضاف «يعود للأطراف اللبنانيين الذين التقيتهم، بمن فيهم حزب الله، أن يتفاهموا بإشراف رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري».
وحول الوقت الذي يمكن أن يتم فيه تشكيل حكومة لبنانية، قال كوشنير، الذي كان قد ترأس الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في الشرق الأوسط في مقر السفارة الفرنسية في دمشق أمس الأول كدلالة رمزية على تحسن العلاقات بين البلدين، «أنا لست لبنانيا، إن فرنسا بلد صديق للبنان ولكل اللبنانيين. نحن نأمل أن تجري بأسرع وقت ممكن لكن ليس لنا أن نحدد متى وكيف وأن نعطي أرقاما. ربما أيام، أسابيع، أشهر، لكن بإمكاني أن اشهد بأن هناك ذهنية جديدة في لبنان. هناك رغبة في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هذه بأسرع وقت ممكن».
وعن استعداد دمشق لحضور مؤتمر للسلام يتوقع عقده في موسكو، شدد المعلم على أن «سوريا لن تحضر أي مؤتمر دولي إذا لم يجر الإعداد له جيدا، بمعنى أن تقبل إسرائيل قرارات مجلس الأمن ومبدأ الانسحاب من الأراضي العربية حتى حدود الرابع من حزيران عام 1967 مقابل السلام، وأن نعرف الهدف من هذا المؤتمر»، محذرا من أن «فشل أي مؤتمر دولي في دفع عملية السلام سيكون خطيرا على استقرار المنطقة»، مؤكدا أنه «من دون انسحاب كامل من الجولان إلى خط الرابع من حزيران لن يسود السلام ولا الأمن في هذه المنطقة».
وحول إن كانت المصالحة السعودية السورية ستتم خلال زيارة الملك السعودي عبد الله إلى دمشق، قال المعلم «ليس هناك مصالحة سورية سعودية. هناك علاقات طيبة بين سوريا والسعودية. هناك تبادل للزيارات على ارفع المستويات تجري بين البلدين»، مشيرا إلى أن «آخرها كانت زيارة الأمير عبد العزيز بن عبد الله ووزير الإعلام عبد العزيز خوجة». وأضاف «رحبنا بزيارة جلالة الملك إلى دمشق، وسيتم تحديد الموعد بالطرق الدبلوماسية لاحقاً».

صحف - زمان الوصل
(118)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي