قالت "هيئة تحرير الشام" إن سبب مقتل الشاب "مسعف سليمان" هو قدومه باتجاه مناطق سيطرتها عبر طريق تهريب الأشخاس الذي يعبرونه عادة عناصر تنظيم "الدولة" وتجار المخدرات والكحوليات والفارين من القضاء. وكان الشاب "مسعف سليمان" لاقى حتفه قبل أيام على بعد إطلاق النار عليه من قبل عناصر "هيئة تحرير الشام".
وقال مكتب العلاقات الإعلامية في الهيئة لـ"زمان الوصل" إن المنطقة التي دخلوا منها هي منطقة تهريب أشخاص، حيث يلجأ عناصر تنظيم "الدولة" وتجار المخدرات والكحوليات والفارين من القضاء إلى استخدام هذه الطرق للعبور من وإلى منطقة إدلب"، مشيرا إلى أن وجود الحرس في تلك المنطقة ساعد بشكل كبير في إيقاف العديد من عناصر "الدولة" والمطلوبين للقضاء مؤخرا.
وأوضح أن لهذا الحرس دورا كبيرا بضبط الأمن الغذائي للمنطقة خاصة بعد منع ومحاربة تهريب المواشي، لافتا إلى أن الأوامر المعمول بها لدى الحرس هي عدم إطلاق النار بشكل مباشر، حيث يتعرّض العنصر المخالف للمساءلة، ومنذ فترة قريبة عوقب أحد الحرس بالسجن لعدة شهور لمخالفته التوجيهات والضوابط.
وأشار إلى أن ما حصل مؤخرا من حالات إطلاق نار على الحرس رفع وتيرة الاستنفار وكانت المجموعة التي تحاول الهروب على بعد 200 متر، تقريباً ومن الصعب التمييز من هذه المسافة إن كان بحوزتهم سلاح أم لا، ومن هم ولماذا يهربون أو ماذا يهرّبون، فأخطأ أحد الحراس حيث قام بإطلاق الرصاص باتجاههم لإخافتهم وإيقافهم، إلا أن إحدى الرصاصات أصابت بالخطأ الشاب "مسعف السليمان"، على الفور قام الحرس بنقله للمستشفى حيث توفي هناك.
وأكد أن "هيئة تحرير الشام" تتحمل كامل مسؤوليتها أمام ما حدث، ويحال العنصر إلى القضاء ليتم الوقوف على حيثيات القضية، لاستصدار حكم عادل. وفي حديث سابق مع الصحفي "محمد بلعاس" ابن عم الضحية قال لـ"زمان الوصل" إنه "وبسبب الحاجة وقلة فرص العمل والتهجير من المدن والبلدات بريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، أجبر ابن عمه ورفاقه على العمل في تهريب علب السجائر من مدينة عفرين إلى إدلب".
وأضاف أن مساء يوم الجمعة عند انطلاق الشباب من بلدة "الغزاوية" باتجاه بلدة "دارة عزة" فوجئ الشباب بحاجز الهيئة يبدأ بإطلاق النار العشوائي باتجاههم دون إنذار وبشكل كثيف تفرق الشبان خوفاً من الرصاص والاعتقال إلا أن إحدى رصاصات العناصر إستقرت في قلب الشاب، ما إدى الى مقتله. وأكد "بلعاس" أن عناصر الهيئة قاموا بنقل الشاب إلى مستشفى "الكنانة" في "دارة عزة"، وعند وصوله فارق الحياة على الفور بسبب رصاصة استقرت في الصدر.
وأوضح أن الشاب يذهب مع عدد من رفاقه وبينهم أطفال ويشتري كل واحد منهم في كل مرة قرابة 20 "كروز"، وينتظرون إلى المساء ليعبروا الحواجز التي نصبتها تحرير الشام بين "الغزاوية ودارة عزة"، رغم كل هذه الخطورة إلا أن المبلغ الذي يربحونه 6 آلاف ل س، لكن قلة فرص العمل والفقر والتهجير أجبرتهم على هذا العمل.
وختم "البلعاس" قائلا: "في بلادي يموت الأبرياء الصغار.. ويبقى ملوك القمار، (مسعف السليمان) من قريتي نزحنا معاً وتركنا بيوتنا وأرضنا وزيتوننا معاً.. (مسعف) أب لطفل وحيد أسماه ناصر وزوجته حامل، رحل عنا وعنهم برصاصة من بندقية كان الأولى بها أن تصوب نحو العدو، وإذ بها تصوب إلى صدورنا وقلوبنا..رصاصة واحدة كانت كفيلة بوجع عشيرة لا عائلة فحسب، رصاصة واحد استقرت في قلبه لتقتل الكثير من الأرواح بجسد واحد !! رصاصة واحدة كفيلة ببقاء طفل وزوجة وجنين يعانون الى الابد فيما القاتل ينعم بحصانة الجهاد ... فهل هذه بلادنا فعلا؟".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية