عُقِد اجتماع مساء يوم أمس الأحد، بين مسؤولين أمنيين أتراك وبين عددٍ من قادة فصائل تتبع لـ"الجيش الوطني" في منطقة "درع الفرات"، وذلك تمهيداً لهجوم مرتقب على مناطق "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شرق الفرات.
وكشف مصدر أمني من "الفيلق الثاني" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" أنّ الاجتماع جمع مسؤولين عسكريين أتراك مع قادة كل من (الجبهة الشامية، فرقة المعتصم، السلطان مراد، فرقة الحمزة)، حيث من المفترض أن تشارك هذه الفصائل في المرحلة الأولى من الهجوم الذي سيتركز على منطقتي "رأس العين" وتل أبيض" الخاضعة لسيطرة "قسد"، كما ألمح المصدر إلى أنّ العمل الذي أُجِلّ مراراً سينطلق خلال فترة زمنية أقصاها 48 ساعة.
وأضاف "تناول الاجتماع جميع الاستعدادات العسكرية اللازمة من قبل الفصائل آنفة الذكر، ومدى جاهزية عناصرها الذين سيتم توزيعهم على محاور قتالية محددة، مع التأكيد أيضاً على جاهزية السلاح والعتاد الحربي والإمداد للفصائل المشاركة".
وأردف "طلب المسؤولون الأتراك من الفصائل المشاركة في معارك شرق الفرات، التركيز على العمليات العسكرية الموجهة ضد ميليشيا (قسد)، وشددوا كذلك ضرورة احترام المدنيين هناك وعدم التعرض لأي من ممتلكاتهم، كما حدث سابقاً في منطقة (غصن الزيتون)".
وتسلم قادة الفصائل عقب الاجتماع معّدات عسكرية ولوجستية، ومن ضمنها لباس عسكري مؤلف من (أحذية، بدلات عسكرية، ستر) جرى توزيعها على العناصر الذين رُفِعت أسماؤهم سابقاً إلى ضباط الارتباط الأتراك.
ووفقاً لما أشار إليه المصدر ذاته فإنّ قسماً من عناصر "الجيش الوطني" سيدخلون إلى الداخل التركي على غرار ما حصل في عملية "غصن الزيتون" في منطقة "عفرين"، ومنها سينطلقون نحو الأهداف المحددة، في وقتٍ ينتظر فيه عددٌ كبير من أبناء المناطق العربية ساعة إعلان العملية العسكرية للبدء بتحركاتهم من داخل المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد".
وكانت فصائل "درع الفرات" عملت في الأشهر القليلة الماضية على استقطاب أبناء المناطق الشرقية (دير الزور، الحسكة، الرقة) في صفوفها، إضافةً على أنها ركزت على إقامة العديد من المعسكرات القتالية التدريبية التي تهدف إلى رفع كفاءة عناصرها، وتأهيل وتخريج كوادر جديدة تحضيراً لشرق الفرات، وشملت التدريبات كيفية التعامل مع تقنيات الحرب في التضاريس، والاستعانة بالخرائط، واستخدام الأسلحة الآلية، وحرب الشوارع، وعمليات التسلل.
بدوره أشار إليه الرائد "يوسف حمود" المتحدث الرسمي باسم "الجيش الوطني" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إلى أنّ معركة شرق الفرات باتت قاب قوسين أو أدنى ذلك أنّ كافة المؤشرات على الأرض من خلال إكمال التجهيزات والترتيبات العسكرية تشير إلى ذلك.
وأضاف "سيشارك حوالي 14 ألف مقاتل من (الجيش الوطني) في معركة (نبع السلام) المرتقبة شرق الفرات، ونحن على جاهزية كاملة في دفع أعداد إضافية إذا تطلب الأمر".
وبحسب "حمود" فإنّ الهدف من مشاركة "الجيش الوطني" في معارك شرق الفرات، هو عودة النازحين سواء من الداخل أو الخارج السوري إلى منازلهم وكفِّ "إرهاب" الميليشيات الكردية الانفصالية عن أهالي المنطقة.
حسب تعبيره في موازاة ذلك أرسلت ميليشيا "قسد" تعزيزات عسكرية إلى نقاط تابعة لها إلى الغرب من مدينة "رأس العين" في ريف محافظة الحسكة الشمالي الغربي، تحسباً منها لدخول القوات التركية، وتقع أبرز تلك النقاط في بلدات (تل حلف، تل خنزير، العدوانية).
وكانت "قسد" استقدمت في الأيام القليلة الفائتة رتلين مؤلفين من 100 عربة عسكرية، ضما عناصر من المقاتلين العرب سبق وأن جندتهم الميليشيا قسراً للقتال معها، ويحوي الرتل أسلحة متوسطة وقناصة وطواقم صناعة متفجرات، وعربات محملة برشاشات ثقيلة.
خالد محمد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية