أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عاصمة الثورة تفقد أحد رموزها.. رحيل الشيخ "حامد عسكر الصالح" في مدينة "الباب"

الصالح - نشطاء

فقدت الثورة السورية أحد رمزها في مدينة حمص الشيخ "حامد عسكر الصالح" الذي رحل الأحد عن عمر ناهز الخمسين عاماً في مدينة "الباب" بريف حلب، تاركاً سيرة حافلة بالعلم والزهد والعطاء وكان مرجعاً لكل الفعاليات العسكرية والمدنية، وفق مقربين منه.


ولد الشيخ "حامد بن عسكر الصالح العفنان" في حي "الخالدية" في حمص عام 1965 وفيه نشأ وترعرع ودرس حتى المرحلة الثانوية، ولم يكمل دراسته الجامعية -كما يروي الناشط "مهند الحمود" لـ"زمان الوصل"- مضيفاً أن الشيخ الراحل لعب في نادي الوثبة لكرة القدم فئة الناشئين والشباب حتى عام 1984، عند التحاقه بالخدمة العسكرية، حيث بدأت حياته الدينية تتبلور إلى أن تتلمذ على يد الشيخ "محمود جنيد كعكة"، والشيخ "محمد علي طه الدرة"، والشيخ "أبو السعود" والشيخ "إسماعيل المجذوب"، والشيخ "الغجري" شيخ قراء حمص، وعدد من المشايخ والعلماء، وأصبح من تلامذتهم المميزين بالإتقان والعلم الشرعي، ومنهم نهل علمه وفقهه الشافعي الحنفي، وأردف محدثنا أن الشيخ الصالح "تميز بتحقيق المسائل، وكان له جهد مميز في تحقيق وإصدار الكتب العلمية الشرعية".


ولفت المصدر إلى أن صاحب السيرة الراحل كان محباً للعلم تعلماً وتعليماً ولا يشغله عن العلم شيء، ودأب على تقديم دروس فقهية في جامع "التقوى" بحي "الخالدية"، واختاره علماء حمص مفتياً في غرفة الإفتاء (غرفة الشيخ طاهر الرئيس) في المسجد الكبير في حمص عام 2004، فكان مرجع الإفتاء وإصلاح ذات البين فيها.


وكان له عدد من الدروس العامة في مساجد حمص بالإضافة إلى الدروس الخاصة بعد أن مُنع من التدريس والخطابة.


وكشف المصدر أن أجهزة الأمن حاولت في ذلك الوقت منعه من الجلوس في غرفة الإفتاء بحجة أنه لا يملك شهادة أكاديمية، ففتح الشيخ بجانب المسجد مكتبة أسماها "الأنصار"، وكان يعتبر مرجعية لكل طلاب العلم ومحبوباً من كل الناس على مختلف توجهاتهم والكل يأتي إليه ويسأله من تجار وأهالي حمص في كل ما يعرِض لهم من أمور دينهم.


مع بداية الثورة كان الشيخ "الصالح" يؤدي مناسك العمرة في الأراضي المقدسة وقرر العودة إلى حمص فاتصل به أحد أحبابه محذراً إياه من العودة المدينة، وأن أحد الفروع الأمنية يسأل عنه فأصرَّ -رحمه الله- على العودة إلى حمص، وبقي فيها حيث نشط في المجال الإغاثي بمدينة حمص عامة وحي "الخالدية" خاصة، وكان أخوه "عبد الرحمن عسكر ـ أبو علي" من أشجع قادات الفصائل العسكرية في حمص قبل أن يقضي في حي "دير بعلبة" أثناء مواجهته لقوات الأسد، وله أخ "حميد عسكر" قضى تحت التعذيب في المعتقل عند النظام، كما قضى ابنه "يحيى" على خط الجبهة في حي "الوعر".


وتابع "الحمود" أن الشيخ "حامد" أسس بعد أن هُجّر من حي "الخالدية" مع بداية حصار حمص القديمة هيئة شرعية في حي "الوعر"، وكان بمثابة مرجعية شرعية لكل الفصائل والهيئات في محافظة حمص، إلى جانب مساعي الخير التي دأب على القيام بها في ضبط أمور الحي، وحل الاشكالات وتقريب وجهات النظر بين الفعاليات العسكرية خاصة والثورية عامة.


وأردف أن الشيح "حامد" هاجر مجدداً مع من هاجر قسراً من المدينة واختار ريف حمص الشمالي وجهةً له، حيث اندمجت الهيئة الشرعية مع هيئة ريف حمص واستكمل عمله على النحو ذاته إلى أن انتقل إلى مدينة "الباب" في ريف حلب مع آخر المهجرين قسراً من محافظة حمص، وكانت تلك هجرته الثالثة في الثورة، حسب قوله، ورفض الخروج من سوريا إلا لأداء فريضة الحجّ رغم التسهيلات التي قدمت له مُؤْثراً البقاء مع أحبته وإخوانه وطلابه في الأراضي المحررة، واستقر في مدينة "الباب"، وكان له عدد من الدروس الشرعية في مسجد "فاطمة".


بعد عودته من الحج موسم هذا العام 2019 عاد الشيخ "حامد" إلى مدينة "الباب"، وتعرض فيها لجلطة واحتشاء دماغي أثرا على مركز التنفس توفي على إثرها بعد دخوله في غيبوبة دامت حوالي أسبوع.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(267)    هل أعجبتك المقالة (230)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي