حصلت "زمان الوصل" على معلوماتٍ تفيد بأن روسيا بدأت قبل أيام بإنشاء معسكر لها في محيط قرية "الجرنية" المحاذية لقرية "حيالين" شمال حماة، والقريبة من معسكر "بريديج" الذي يعتبر أكبر تجمع للقوات الروسية في الريف الشمالي الغربي للمحافظة.
وأضافت مصادر خاصة أن القوات الروسية أنشأت مبانٍ وتحصينات عسكرية داخل المعسكر، وزودته بـ 6 راجمات من طراز "سميرتش"، إضافةً لاعتماده مركزاً لتجمع الميليشيات التي أنشأتها مؤخراً.
يأتي ذلك بعد الحملة العسكرية لقوات الأسد بدعمٍ روسي على "منطقة خفض التصعيد الرابعة" لا سيما في ريفي إدلب وحماه نهاية شهر نيسان/ أبريل من العام الجاري، حيث تمكنت الحملة خلال 125 يوما من السيطرة على 44 مدينة وبلدة وقرية في ريف حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي الشرقي.
إنشاء المعسكر الجديد من قبل القوات الروسية، يأتي تكريساً لفكرة قرب مراكز التحكم والسيطرة والتدخل السريع الروسية من خطوط المواجهة والقتال على خطوط الجبهة، والتي أثبتت نجاعتها خلال الحملة الأخيرة، فعلاوة عن اعتماد روسيا على طيران الاستطلاع في الجو، كان لسرايا القناصين والقوات الخاصة دور هام جداً على الأرض، فسرية القناصين الروسية والتي تتمركز في مدينة "كفرنبودة" شمال حماة و يقدر عدد عناصرها بـ15 مقاتلاً استخدمتهم القوات الروسية في عمليات الاقتحام الليلية على المناطق التي تريد السيطرة عليها، إضافة لمجموعة من القوات الخاصة يقدر عددهم ب25 مقاتلاً تتمركز في معسكر "جورين" غرب حماة، وتتنقل على محاور جبهات القتال، وهذه المجموعة بالإضافة لسرية القناصين كان لها الدور الأكبر في قلب موازين المعارك من خلال الإسناد في العمليات الليلية على مواقع ونقاط قوات المقاومة السورية على امتداد جبهات ريفي حماة وإدلب، مستخدمين تقنيات متطورة من مناظير ليلية وأسلحة فردية حديثة فائقة الدقة.
*خارطة التواجد الروسي في الريفين
وفي هذا الصدد سنسلط الضوء على بعض النقاط والمعسكرات التي تتخذ منها قوات روسية نقاط لها ولميليشيات أنشأتها وتشرف على تدريبها وتمويلها بما تحتوي هذه المعسكرات من تسليح وقوة عسكرية في ريفي حماة وإدلب.
بدأ التدخل الروسي العسكري الفعلي في سوريا في نهاية أيلول/ سبتمبر/ 2015 بطلب من الأسد، الذي منح الروس قاعدة "حميميم" الجوية، لتكون مركز عمليات ونقطة لإقلاع الطيران الحربي الروسي في إسناد قوات النظام والميليشيات المساندة لها، ما غير المعادلة على الأرض، باستخدام سياسة الأرض المحروقة، فنفذ الطيران الروسي آلاف الغارات وقصفت البارجات الروسية في المتوسط بمئات الصواريخ المجنحة، والتي أدت لعمليات تهجير ودمار للبنية التحتية، ساعدت في فتح الطريق أمام القوات المهاجمة، ثم عمدت بعد ذلك لتشكيل الميليشيات والوحدات المقاتلة، وزجها في معسكرات نشرتها قرب مناطق الاشتباك.
وتتخذ القوات الروسية معسكر من "بريديج" الواقع شمال غرب حماة والمحاذي لقرية "كرناز" قاعدة مهمة لقوات المشاة، إضافة لثكنات ومعسكرات صغيرة في كل من بلدات (حيالين، العشارنة، صوران، ومدينة محردة) والتي تتخذ منها روسيا مراكز لانتشار جزء بسيط من قواتها، إضافةً لعدد من الميليشيات التي تحت إمرتها، وتوسع هذا الانتشار مؤخراً بشكل مكثف بتثبيت مرابض المدفعية وراجمات صواريخ "سميرتش" لا سيما بعد احتلال مدينتي "خان شيخون" و"مورك" وما يحيط بهما.
ويضم معسكر "بريديج" مرابض لراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة ومدافع "أكاسيا" التي تشارك في قصف مدن وبلدات ريفي إدلب وريف حماة، فيحوي المعسكر 6 راجمات صواريخ من طراز "سميرتش"، و7 مدافع من طراز130، و6 عربات "فوزليكا" مجنزرة، و13 مدفع 122، و20 عربة مجنزرة من دبابات وعربات"BMB" و"شيلكا"، و3 مدافع عيار 152 محمول، إضافة لتمركز سرية "الـ130" المكونة من عناصر يتبعون لميليشيا "النمر"، التي دربتها روسيا و يقودها سهيل الحسن، بإشراف مباشر من ضباط روس رفيعي المستوى.
وفي كل من بلدات "العشارنة" جنوب ا"لسقيلبية"، ومدرسة "صلبة" الواقعة جنوب شرق "السقيلبية"، ومدينة "حلفايا" شمال حماة وقرية "أبو دالي" شرق إدلب، هناك مراكز وثكنات تستخدمها القوات الروسية كغرف عمليات لإدارة المعارك بريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي والشرقي، مع تواجد لقوات "النمر" و"الفيلق الخامس" الذي شكلته روسيا مؤخراً في سوريا، إضافة لانتشار مكثف لضباط وعناصر القوات الروسية داخل مدينة "خان شيخون" جنوب إدلب، ومدينة "مورك" وبلدة "لطمين" شمال حماة.
وفي شمال حماة تنشر روسيا في "قلعة المضيق" 4 راجمات من طراز "غراد"، و7 مدافع 130، و6 مدافع 122؛ أما في قرية "المغير" تتركز 8 راجمات "غراد" و6 مدافع "فوزليكا"؛ و في قرية "الشنابرة" تتوزع 5 راجمات "غراد"، ومدفعين 130، و15 مدفع 122، و3 مدافع "فوزليكا"، إضافةً ل11 مدفع 130، أما جنوب إدلب والبلدات التي تم السيطرة عليها مؤخراً، فيتركز في بلدة الهبيط راجمات "غراد" عدد 2، و4 مدافع 122، إضافةً ل4 مدافع "فوزليكا"، وتحتوي بلدات "تل عاس" و "مدايا" و"كفرعين" على 5 راجمات "غراد"، و17مدفع فوزليكا، و7 مدافع 130، و3 مدافع محمولة، ويعتبر التجمع الأكبر للمدافع والراجمات في مدينة خان شيخون ومحيطها بـ 16 مدفع 130، و5 راجمات "غراد"، و13 مدفع "فوزليكا"، و6 مدافع محمولة، إضافةً لـ40 دبابة ومدرعة تتنقل على طول الخط العسكري من "خان شيخون" وحتى "الهبيط" و"كفرعين" و"تل عاس" و"القصابية" جنوب إدلب.
كما ينتشر على الخط العسكري الشرقي من بلدة "التمانعة" وحتى بلدة "أبو الظهور"، 4 راجمات "غراد"، و6 مدافع 130 في بلدة "سكيك"، 8 مدافع "فوزليكا"، ومدفع 122 في "التمانعة"، و5 مدافع 122 في "تل أغبر"، و3 راجمات "غراد"، و5 مدافع 130 في قرية "الدجاج"، وراجمتين "غراد"، و7 مدافع 122 في قرية "أبو دالي"، و12 مدفع 122 في قرية "أبو عمر"، وراجمتين "غراد"، و6 مدافع 122 و3 مدافع "فوزليكا" في بلدة "سنجار"، و3 مدافع فوزليكا و6 مدافع 122 في قرية "كراتين"، إضافةً لـ11 مدفع في بلدة "أبو ظهور" بوابة محافظة إدلب من الشرق الشمالي، جميع هذه المدافع والراجمات والمدرعات العسكرية تحت إشراف ضباط روس يديرون غرف العمليات شمال غرب سوريا بالتنسيق مع قاعدة "حميميم".
ويشار إلى أن روسيا وقوات النظام تسارع الخطى - بعد إعلان مزعوم لوقف إطلاق النار بداية الشهر الماضي- بنشر الآليات العسكرية والمدرعات الثقيلة والمدافع والراجمات على امتداد جبهات ريفي حماة الشمالي والغربي وإدلب الجنوبي والشرقي، بالأحرى كافة المناطق التي دخلتها مؤخراً، فيما تعزز نقاطاً أخرى.
وارتكبت روسيا 335 مجزرة بحق المدنيين في سوريا منذ تدخلها في 30 أيلول سبتمبر/ 2015، قتلت من خلالها "6686" مدنياً، بينهم 1928 طفلاً، و908 سيدة بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية