أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد أبو الغيط" أن مصافحته لوزير خارجية نظام الأسد "وليد المعلم"، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لا يعني العودة إلى جامعة الدول العربية.
وقال "أبو الغيط" في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" يوم الثلاثاء: "هذه ليست التحية الأولى، فخلال العام الماضي التقيته صدفة وحييته، وهذا العام كنت متجهاً نحو المصعد، فإذا به واقف مع مساعديه فحييته وحياني.
هو صديق قديم، وهو وزير خارجية سوريا عندما كنت وزيراً للخارجية في مصر، وهو كان سفيراً لبلاده في واشنطن عندما كنت مندوباً دائماً لمصر لدى الأمم المتحدة، وكان يحضر دائماً إلى نيويورك وكنا نلتقي.
لا ينبغي أن نقضي على البعد الإنساني بين البشر والعرب، خصوصاً أنني الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحافظ على الصلات والأواصر مع كل العرب مهما كانت اختلافاتي أو عدم اختلافاتي معهم في الرؤى".
وأضاف: "طرح عودة سوريا إلى الجامعة يأتي من العراق، وأحياناً من لبنان. وكان رد الفعل دائماً أن الأمور ليست ناضجة بعد. هذا القول لا يزال سائداً في الإطار العربي، على الرغم من أن دولاً عربية أعادت العلاقات، وأعادت فتح السفارات مع سوريا. غير أن الإرادة الجماعية العربية لم تصل بعد إلى اللحظة التي تفيد بأنه ليست لدينا مشكلة مع الحكم في سوريا. وبالتالي إذا رغبت في العودة ندعوها إلى مقعدها. هناك نزاع سوري - سوري داخلي: حكم يصف جماعات بأنها إرهابية، ومعارضة تقول إن هذا الحكم يطبق فلسفة لا نقبلها. هناك اتهامات متبادلة. حصلت حرب أهلية، وتدخلت روسيا، واقترب الحكم من تحقيق نجاحات عسكرية رئيسية حتى بات يسيطر على أربعة أخماس أراضي سوريا، هناك مناطق كاملة غير خاضعة لتأثير الحكم".
واعتبر أن "المشكلة الحقيقية هي أن السوريين لم يتوافقوا بعد على شكل الدستور الجديد للحكم، أسلوب جديد للاقتراب من الانتخابات، وكيف تجرى، ومن يشارك فيها".
ورأى أن "المأساة السورية شهدت أمرين: نصف مليون قتيل أو أكثر، وملايين اللاجئين خارج سوريا والنازحين داخل أقاليم سوريا. عندما يصل أهل سوريا، معارضةً وحكماً، إلى صورة من صور التوافق الداخلي على أساس دستور جديد أو دستور معدل. عندما تستقر الأمور، وتنطلق سوريا الجديدة، أتصور عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة. وهناك أمر مهم للغاية يتعلق بأن سوريا الجديدة لن تكون مرتمية في أحضان إيران. هذا شرط عربي رئيسي لكي يسمح لسوريا بالعودة إلى الجامعة".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية