أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رفضاً لوأد التعليم، مظاهرة أمام مديرية التربية في إدلب

من المظاهرة - زمان الوصل

بدعوة من حملة "لا تكسروا قلمي" تظاهر يوم السبت معلمون وناشطون في المجال التربوي أمام مديرية تربية ادلب رفضاً لتوقيف دعم القطاع التعليمي في المحافظة.


وأُعلن تعطيل منحة القطاع التعليمي تزامناً مع الحملة العسكرية "الروسية، الأسدية" الأخيرة التي استهدفت محافظة ادلب ومنطقة ريف حماه الشمالي وتواصل عمليات قصف واستهداف المدنيين والمنشآت الحيوية بما فيها التعليمية رغم إعلان وقف إطلاق النار أواخر الشهر الفائت "آب/أغسطس".


ينتهي عقد منظمة "كومنيكس" التي تُغطّي احتياجات قطّاع التعليم بنهاية العام الدراسي الذي انطلق في الواحد والعشرين من الشهر الحالي "أيلول/ سبتمبر"، إلّا أنّها أوقفت دعمها منذ مطلع الشهر ذاته، حيث كانت تُقدّم المساعدة ل 65% من قطاع التعليم، ما مجموعه 749 مدرسة و7 آلاف و278 وظيفة، في حين سيتضرّر من إيقاف التمويل بحسب بيانات مديرية التربية والتعليم أكثر من حوالي 500 مدرسة وحوالي 5000 وظيفة.


في العام السابق 2018 أوقفت وزارة الخارجية الأمريكية تمويلها لمنظمة "كومنيكس" وبقيت تتلقّى التمويل من الخارجية البريطانية، واُقتصر حينها إيقاف التمويل للعاملين الإداريين الذين كانوا يتقاضون 130 دولار أمريكي شهرياً، وأبقت تمويل المدرسين بمنحة شهرية مقدارها 110 دولارات، وفيما يبدو تأثّرت مُؤخراً بقرار الإتحاد الأوروبي القاضي بتوقيف الدعم التعليمي لضعف التمويل.


240 ألف طفل متسرّب دراسياً لأسباب عديدة أهمّها النزوح جراء عمليات قصف الطائرات الحربية الروسية، سيُضاف إليهم بنحو 350 ألف طالب وطالبة إن لم يكن هناك إجراءات طارئة من قبل مديرية التربية والتعليم بحسب ما قال لـ"زمان الوصل" معلم مادّة الرياضيات محمد عبد الرحمن.


وأضاف أنّ الجهد التطوعي مُهدّد بالانقراض جراء الظروف المعيشية الصعبة، موضّحاً أنّ المائة دولار التي كان يتقاضاها المدرس بالكاد تكفيه مصروف لأيّام معدودة، في حين بدأ الكثير من المدرّسين والكفاءات بالبحث عن فرص عمل أخرى تقيهم العوز لفقدانهم البرامج الطارئة.
واستهجنت المعلمة غادة تجميد مساعدات القطاع التعليمي باعتبارها مؤسسات مدنية تقدم خدماتها لأكثر الطلبة في المناطق المُحرّرة لا سيما محافظة ادلب منها.


وأشارت إلى أنّ هذه الإجراءات بلا شك ستقوّض العملية التعليمية وستساهم بالضرورة في انهيارها وتدمير العقول وتحجيم الإبداع والتفوق الذي من المفترض تلقّيه دعماً مفتوحاً كونه السبيل إلى التحرّر من السلبيات المُعاشة.


بدوره "فريق منسقو الاستجابة" أكّد مخاطر توقف دعم التعليم، حيث ذكّر في بيانٍ رسمي استهداف الآلة العسكرية الروسية لأكثر من 115 منشآة تعليمية وإخراجها عن الخدمة خلال هذا العام فقط، فضلاً عن سيطرته على عدّة مناطق في ريفي حماه الشمالي وادلب الجنوبي وفرضه لنزوح عدد كبير من البشر بما فيهم طلاب مدارس.


كما حذّر الفريق من ازدياد التسرب المدرسي وتضاعف حالات عمالة الأطفال وتفشّي الجهل.


فيما قالت منظّمة "أنقذوا الطفولة الدولية" أنّ أكثر من نصف الأطفال في مناطق إدلب مهدّدون بالحرمان من التعليم، مُنوّهة بأنّ المدارس تستوعب 300 ألف طالب من اجمالي 650 ألف طفل، لافتةً إلى أنّه من أصل 1193 مدرسة موجودة في إدلب ما زالت 635 فقط صالحة للعمل، في حين دُمّرت البقيّة واُستخدم جزء كبير كمراكز إيواء للنازحين.


245 مدرسة لن تتأثر بانقطاع الدعم بسبب تلقيها مساعدات من منظمات أهلية وفقاً لما قاله لـ "زمان الوصل" مصدر في مديرية التربية والتعليم.
وأضاف تحاول الكثير من الكوادر التربوية التواصل مع منظمات أهلية أخرى، لكن العدد الكبير للطلاب والمعلمين والتكاليف المادية واللوجستية المطلوبة تحول دون تحقيق نتائج إيجابية.


كما نفى المصدر الشائعات الأخيرة حول تقاضي المديرية أقساطا من الطلاب بذريعة تأمين رواتب للمعلمين مُؤكداً على توجّه المديرية بديمومة مجانية التعليم.


انعكاسات خطيرة، "ضياع - تشرد - انحراف" كانت تلوح في الأفق لاعتبارات كثيرة أثناء تلقّي القطّاع التعليمي دعمه خلال الاستقرار النسبي الذي شهدته المنطقة في المراحل السابقة، فكيف وقد دخلت المنطقة في مناخٍ سياسيٍ ضبابي مرهونٌ علناً بالتجاذبات الدولية، عنوانه التضييق على الناس بوسائل عديدة، لا سيما وأنّ المنح السابقة وسط الظروف الأفضل لم تكن كافية لسد حاجة الكوادر، الأمر الذي يدفع المعنيين في التنبّؤ بكارثة قد تُصيب مناحي عديدة "طلّاباً وكوادر"، سببها الأبرز وأد العملية التعليمية، هذه رسالة حملة "لا تكسروا قلمي" التي انطلقت منذ أيّام لتنذز بكارثة حتمية، وتظالب بمناصرة قضية التعليم في الشمال السوري المحرر.

فادي شباط - زمان الوصل
(136)    هل أعجبتك المقالة (128)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي