أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شهادات صادمة حول سرقة النظام لمنازل أهالي "داريا"

صور حديثة لداريا سلمها المصدر - زمان الوصل

تكشف الشهادات التي وصلت لـ"زمان الوصل" من أشخاص دخلوا إلى مدينة داريا غربي دمشق -مؤخرا بعد إعلان النظام عن عودة الأهالي- أن الأخير لم يكتف بتدمير أحياء المدينة بالقنابل والبراميل المتفجرة، بل كان عناصره يدخلون إلى البيوت السكنية، والمحال التجارية، وإلى المرافق العامة والخاصة، ويسرقون جميع ما يمكن الاستفادة منه.

ويبدو أن حجم الأضرار التي طالت الكسوة والأثاث والبنى التحتية لمنازل المدينة كانت صادمة.

وقال "حسان" وهو أحد السكان الذين نزحوا من "داريا" نهايات العام 2012 إنه دخل منزله في حي "الشاميات" أقرب أحياء المدينة إلى الطريق الذي يربطها بالعاصمة، ليصدم بما حل بالمنزل الذي كان مجهزا بأثاث باهظ الثمن وديكور ممتاز وآلات كهربائية وأدوات منزل فاخرة.

وأضاف لـ"زمان الوصل" مفضلا الحديث تحت اسم مستعار خوفا من الملاحقة الأمنية في دمشق "حصلت على بطاقة أمنية تخولني زيارة المدينة في ساعات النهار قمت فعلا بزيارة المدينة لكني لم أجد شيئا في منزلي".

كان "حسان" يتوقع قيام جنود النظام بسرقة الأثاث وباقي التجهيزات التي يمكن حملها دون أي عناء، لكن ما لم يكن يتخيله هو "سحب أسلاك الكهرباء من داخل الجدران وإزالة بلاط الأرضية وسيراميك الحمام والمطبخ حتى أنهم اقتلعوا الحمام الإفرنجي الذي لم يكن جاهزا للاستعمال".

منذ توغل النظام شتاء العام 2013 في حي "الجمعيات" وساحة "شريدي" وهي المكان الذي يتوسط المدينة جرت عمليات سرقة منظمة لجميع منازل المنطقة التي دخلتها قوات النظام.

كان المقاتل "أبو العبد" حينها يرابط في "داريا" قال هذا الفتى الذي اختار التهجير نحو إدلب عشية اتفاق الإخلاء الذي وقعه النظام مع الثوار لـ"زمان الوصل" "كنا نسمع ونحن وسط الحصار عن عمليات التعفيش والسرقة المنظمة التي كان يقوم بها النظام في الأحياء الخارجة عن سيطرتنا. لم نكن نتخيل حجم السرقات حتى خرجت أولى لجان التفاوض من داخل داريا في العام 2014 وشاهدت كيف غدت أبنية المدينة ومرافقها العامة والخاصة هياكل من الإسمنت فارغة تماما من أي محتويات".

صيف العام 2017 دخل "عبد الرحيم" (اسم مستعار) وهو أحد السكان الأصليين إلى المدينة ليشاهد منزله الذي يقع ضمن مثلث الأبنية الموجودة في ساحة "شريدي".

وقال عبد الرحيم لـ"زمان الوصل" إنه اضطر لدفع مبلغ 50 ألف ليرة كرشوة لأحد الضباط بغية السماح له بالدخول. وتابع "أمضيت 3 سنوات في تجهيز منزلي قبيل الثورة لكن منظر البيت كان صادما".

في أيلول سبتمبر/2016 توقف القتال في "داريا" بعد 1350 يوما من المعارك التي قاوم خلالها الثوار ببسالة. غادر القسم الأكبر من مقاتلي ومدنيي المدينة نحو إدلب (شمال غرب سوريا) بينما ذهب بعضهم نحو مراكز إيواء تابعة للنظام بريف دمشق.

وبينما كان مقاتلو النظام يتوغلون قبيل توقيع اتفاق الإخلاء بشهور في 90 من الأحياء التي كانت تحت قبضة الثوار كان رفاقهم في جيش النظام والدفاع الوطني يعملون بجشع كبير على سرقة أثاث البيوت ومختلف التجهيزات الخاصة بالبيوت والمحال التجارية.

ويتهم بعض السكان الذين يقيمون حاليا بلدات قريبة من "داريا" مقاتلي الجيش الحر بسرقة البيوت التي كانت ضمن الرقعة الجغرافية التي يديرونها. لكن يبدو أن هذه الاتهامات غير دقيقة كما يؤكد العديد من الأشخاص الذين كانوا موجودين داخل المدينة في تلك الفترة.

وقال المقاتل "أبو العبد" الذي شهد حصار النظام على مدينة "داريا" إنه على معرفة بالعديد من حوادثب السرقة التي كان يقوم بها البعض لممتلكات المدينة.

وأضاف أبو العبد "كانت محدودة بسبب القوانبن الصارمة التي كان ينتهجها مكتب الأمن التابع للثوار".

ومضى قائلا "أجل.. دخلنا منازل المدنيين ولكن بحثنا كان منصبّا على الطعام فقط بسبب الحصار القاسي الذي فرضه النظام".
وتحدث ثلاثة مقاتلين عاشوا تلك الفترة كلاما مشابها لما قاله أبو العبد.

واليوم ينبغي على من يود دخول "داريا" من السكان تسجيل اسمه لدى المخفر الذي أعيد تجهيزه داخل المدينة للحصول على بطاقة أمنية تسمح له بزيارة المدينة.

وحصل عشرات الأهالي على هذه البطاقات لكنهم لم يسكنوا في بيوتهم الأصلية بسبب افتقارها لجميع مقومات العيش والإقامة الدائمة.

يقارن الحاج أبو موسى (اسم مستعار) بين حالة منزله عندما كان تحت سيطرة الثوار وبين وضعه الراهن، موضحا أنه اطلع على صور قام بالتقاطها أحد مقاتلي الجيش الحر للمنزل، مشيرا إلى أن " كل شيء تقريبا كان موجودا في مكانه".

منذ ثلاثة أشهر دخل أبو موسى إلى "داريا" لتفقد المنزل.

وقال بينما كان يضرب كفيه ببعضهما البعض أثناء حديثه عبر "فيسبوك" بأسى بالغ "لم أجد شيئا سوى الجدران".

محمد كساح -زمان الوصل
(121)    هل أعجبتك المقالة (133)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي