داهمت المنية قبل ساعات رمزا من رموز التأييد والطاعة لبشار الأسد، داخل "الصف الفلسطيني"، وأحد المشاركين في ذبح الفلسطينيين والسوريين على حد سواء، ونعني به الأمين القطري لحزب البعث في فلسطين "نزار عبدالله أبو الهيجا" المعروف بلقب "أبو نزار".
"أبو الهيجا" يشيع اليوم الثلاثاء في دمشق ويدفن في مخيم "اليرموك" الذي ساهم بتدميره وتشريد أهله بحجة "محاربة الإرهاب"، عرف بكونه واحدا من كبار التابعين والداعمين لنظام الأسد في فلسطين، عبر موقعه كأمين قطري، وزعيم لمليشيا "الصاعقة-طلائع حرب التحرير الشعبية"، فضلا عن منصبه كعضو في "المجلس القومي" لحزب البعث، الذي أصبح بديلا عن ما يعرف بالقيادة القومية منذ صيف 2017.
"أبو الهيجا" الذي ولد قبل 80 عاما في "عين حوض" التابعة لحيفا بفلسطين، جرفته ميوله البعثية وانتسابه للحزب منذ عام 1955 إلى الوقوف في صف نظام الأسد، الذي احتضنه (وآخرين من قيبل أحمد جبريل، طارق الخضراء...) مستخدما إياه كسلاح في تصفية خصوماته مع بقية الزعامات الفلسطينية التي رفضت "احتواء" الأسد لها، وفي مقدمتها: ياسر عرفات.
وقد حصل "أبو الهيجا" على مكافأته التي سعي لها، فعين ابتداء من عام 2007 أمينا قطريا لحزب البعث في فلسطين، وكان من بين عدة أمناء قطريين (من اليمن والسودان ولبنان والعراق..) ممن حضروا المؤتمر القومي الأخير في دمشق صيف 2017، والذي انتهى بحل "القيادة القومية" نهائيا والاستعاضة عنها بمجلس استشاري يسمى "المجلس القومي"، ويضم في عضويته الأمناء القطريين لكل فروع الحزب في العالم العربي.
ومن موقعه في حزب البعث، تبنى "أبو الهيجا" الخطاب الخشبي المعتاد في الحديث عن مقاومة وممانعة سوريا الأسد، وبطولات بشار، ونجاحه في الانتصار على المؤامرة الكونية والعصابات الإرهابية، التي يعد "تطهير سوريا من دنسها، خطوة أولى في طريق تحرير أرض فلسطين المحتلة، واستعادة كافة حقوق شعبنا المسلوبة".
ولم ينس "أبو الهيجا" في خضم ذلك توطيد علاقاته بالإيرانيين وأتباعهم في المنطقة، وعلى رأسهم مليشيا "حزب الله"، فكانت على تنسيق مستمر معهم.
وأيد "أبو الهيجا" كلامه بالأفعال، عندما وضع إمكانات المليشيا التي يتزعمها في خدمة نظام بشار، خلال سنوات الحرب المجنونة في سوريا، وساهم وعلى نحو مكشوف في ذبح الأبرياء من السوريين بل وحتى الفلسطينيين.
وقد شاركت مليشيا "أبو الهجيا" كغيرها من المليشيات الفلسطينية التابعة للنظام في اقتحام وتدمير مخيم اليرموك (ربيع 2018)، في سبيل إعادته إلى حكم الأسد.
وخسرت المليشيا التي يتزعمها "أبو الهيجا" عددا غير معروف من مرتزقتها، بين قتيل وجريح، تم نعيهم بصفاقة بصفة "شهداء" سقطوا في محاربة "الإرهاب" وعلى درب "تحرير فلسطين" من البحر إلى النهر.
عن 80 عاما.. المنية تداهم واحدا من كبار داعمي جرائم الأسد داخل الصف الفلسطيني

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية