شهدت بلدة "عاصون" أكبر قرى "الضنية" شمال لبنان أول أمس الجمعة حادثة مخالفة لكل الأعراف الدينية والإنسانية عندما قام حارس المقبرة في البلدة المذكورة بإخراج جثة طفل سوري لم يتجاوز الرابعة من عمره دفن للتو وتسليمها للوالد بحجة أن قائمقام القضاء "رولا البايع" طلبت ذلك بسبب ضيق مساحة المقبرة وحصرها بأهل القرية من اللبنانيين فقط.- ليتم دفن الطفل المتوفى في بلدة أخرى بمنطقة سير الضنية-بحسب ناشطين- وعلّق رئيس "هيئة العلماء السوريين في لبنان" الشيخ "عبد الرحمن عكاري" أن ما حصل لا يمكن إيجاد تفسير له ولا تبريره تحت مسميات ديموغرافية أو هوية جغرافية، ويبدو أننا فعلا بتنا فاقدي نعمة الخوف من الله ونعمة الإنسانية التي تجمعنا قبل الدين.
وأضاف "عكاري" في منشور على صفحته في "فيسبوك" أن اللاجئين السوريين في لبنان باتوا يعيشون في زمن مخيف والخوف، ما هو أسوأ بعد من هذا بكثير.
وعبر "عكاري" عن اعتقاده بأن من يقف وراء هذه الحادثة سوف يأتون بوالد الطفل ويبررون فعلتهم أو يجعلونه ينفي ما حدث كما هي العادة، ولكن هناك -كما قال- توثيقات وتسجيلات وشهادة شهود كانوا موجودين أثناء وقوع الحادثة.
وأكد أن الهيئة أحالت الموضوع برمته إلى دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية للتحقيق فيه ومعاقبة المتعدين على حرمات المسلمين.
يُذكر أن حالات مشابهة تكررت في الفترة الماضية أولاها منذ أربع سنوات عندما منع أهالي بلدة "عمار البيكات" ذوي الحاج المتوفى "محمد سليمان عوض" (65 سنة) من قرية "الزارة" بريف حمص الغربي من دفنه في البلدة. وهددوا بإخراج الجثة إن دُفنت، وأطلق أحدهم النار على المشيعين لمنعهم من دفنها ثم طردوهم من القرية ليدفنوها في مقبرة "وادي خالد" الحدودية، كما منعت الشرطة التابعة لبلدية "كفربيت" الجنوبية دفن جثة طفلة سورية بحجة وجود "قرار من المجلس الشيعي"، ما دفع الأهل لدفنها في مقبرة بلدة "كفرحتى" القريبة بعد سماح البلدية بذلك.
وكانت "هيئة العلماء السوريين في لبنان" قد اشترت أرضاً منذ سنوات وتم وقفها رسمياً مقبرة للسوريين في بلدة "شير حميرين" العكارية لتكون متاحة للجميع حتى للإخوة اللبنانيين دون أي كلفة أو نفقات، ولكن بعدها عن باقي المدن والمناطق التي يقطنها سوريون يحول دون دفن موتاهم فيها في أحيان كثيرة.
بحجة ممنوع الدفن.. إخراج جثة طفل سوري بعد دفنها في لبنان

فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية