أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النظام يرد على "مسرحيات الكيماوي" بتمثيلية.. فأين وماذا جاء فيها

عنصران للنظام في خان شيخون - جيتي

وسط مغارة مملوءة بالركام وبقايا الأشياء المدمرة والممزقة، وقف عميد من جيش النظام ليشير إلى بدلة بلاستيكية نظيفة إلى درجة اللمعان، بوصفها دليلا دامغا على استخدام "الخوذ البيضاء" للأسلحة الكيماوية بالتعاون مع من سماها "جبهة النصرة".


البدلة التي بدت بلون فسفوري ولم تمسسها أي مسحة من غبار بعكس كل ما في المغارة، كانت هي القرينة التي لاتقبل النقاش على تورط الدفاع المدني السوري الحر في القيام بـ"تمثيل مسرحية الكيماوي" واتهام جيش الأسد بها، حسب ما ادعاه النظام وأملاه العميد "عبدالكريم ميهون"، على بعض وسائل الإعلام التي استدعيت لتصوير المغارة وتوثيق ما فيها.


ولكي يحيط روايته بأقصى درجات "المصداقية"، حسب تصوره، عمد "ميهون" إلى البحث عن مصدر البدلة البلاستيكية، وأشار بأصبعه نحو عبارة تفيد أنها مصنعة في "المملكة المتحدة".


وعلى عكس البدلة اللامعة والنظيفة، انتشل "ميهون" أمام الكاميرات قناعا واقيا من الغازات، شبه ممزق وقد علاه الغبار الكثيف، معتبرا أن ذلك يقدم دليلا إضافيا على تورط "الخوذ البيضاء" باستخدام الكيماوي.


وبغض النظر عن مدى تهافت رواية تقدمي بدلة بلاستيكية لامعة في وسط جو من الركام والدمار، فإن النظام نسي أو تناسى وهو يعرض البدلة والقناع الواقي من الغاز، أن هاتين الأداتين تدينانه باستخدام الكيماوي، وأن "الخوذ البيضاء" إنما سعت لامتلاك هذه التجهيزات (إن كانت فعلا لها)، بهدف حماية المدنيين من ضحايا هجمات محتملة، لاسيما وأن تاريخ النظام يشهد باستخدام الغازات السامة دون أي وازع.


وادعى "ميهون" أن المغارة كلها كانت مفخخة، وأن قوات نظامه احتاجت يوما كاملا لتفكيك ما زرع من عبوات وألغام، ولكنها بالمقابل لم تحرك ساكنا في المغارة وتركت كل شيء كما هو حتى يراه العالم!


وبينما كان أحدهم يترجم بالروسية، كان "ميهون" يكرر ويعيد عبارة "جبهة النصرة"، بل إنه وصل لحد القول إن الخوذ البيضاء تتبع لجبهة النصرة.


وبلغ التهافت في المقطع المصور درجة عرض صورة عربة مدمرة، طبع عليها شعار "جيش العزة"، دون أن يقدم النظام تفسيرا لوجود عربة تتبع هذا الفصيل في قلب مغارة يفترض أنها مخصصة لـ"جبهة النصرة".


وفي النهاية، ركزت الكاميرا، ودون إعطاء تفسير أيضا، على مصحف ممزق مرمي على الأرض.


اللافت وحسب ما تابعت "زمان الوصل" أن المقطع الذي نشرته "روسيا اليوم" يكاد يختلف شكل شبه كلي عن المقطع الذي نشرته شبكة "يورو نيوز"، ففي تقرير "روسيا اليوم" كانت جرعة البروباغندا عالية للغاية، وحديث العميد وربطه بالصور والمحتويات ساذجا ومفضوحا، أما في شبكة "يورو نيوز" فقد تم عرض صورة البدلة الفسفورية والقناع الواقي بشكل عابر وسريع، دون إرفاقه بأي كلام للعميد سوى عبارة "جبهة النصرة".


ولم يتضمن مقطع "يورو نيوز" أي كلمة عن "مسرحية الكيماوي" ولا حتى لفظة الكيماوي مطلقا، وهو ما يشير إلى عمليات مونتاج قامت بها الشبكة الأوروبية يقينا منها بسخافة ما يقوله النظام وتجنبا لاستغباء وازدراء جمهورها، خلافا للجمهور الذي يتابع قناة "روسيا اليوم".


وطوال السنوات الماضية، عمد النظام إلى تجهيز عدد من "التمثيليات" ليستدل بها على براءته من الكيماوي، ويثبت وجود "مسرحيات" أعدتها المعارضة التي تريد اتهامه "زورا" وتشويه صورته، ولكن النظام كان في كل مرة يقع في أخطاء قاتلة تنم عن غبائه، وتثبت مدى تورطه في الفبركة، دون أن يتعلم من المواقف السابقة.


ولعل من أشهر فضائح النظام في "تمثيليات" الكيماوي، كانت مقطعا صورته وكالته الرسمية "سانا" في دير الزور، وانفردت "زمان الوصل" لاحقا بالكشف عن أن الشاهد الرئيس فيه إنما هو مجرم صاحب سجل جنائي عريض و"عريق"، يتضمن جرائم سرقة ومخدرات وقتل واغتصاب أطفال.

زمان الوصل
(97)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي