فقد نظام الأسد واحدا من وجوه التشبيح له في مصر، مع إعلان وفاة رئيس تحرير "العربي الناصري"، ماجدي بسيوني، الذي دفن اليوم الثلاثاء في "البراشية بمحافظة دمياط، معلنا نهاية رحلة رجل سخر جل جهوده لخدمة الأسد، وكان دائم التردد على النظام ومسؤوليه.
أول ما يلفت في سيرة "بسيوني" ليس حياته، بل نعوته التي نشرها مدير صفحته الرسمية مرفقا إياها بلقطة للرجل وخلفه صورة لبشار الأسد، رغم أن "بسيوني" مصري ورغم أن لديه مئات الصور غيرها.
"بسيوني" الذي لم يوفر جهدا في التزلف لبشار والانبطاح على عتابته، لم يستطع أن يحظى بـ"اهتمام" مقابل، فبقي "الحب" من طرف واحد، ومات "بسيوني" ولم يحظ بفرصة التقاط صورة تجمعه مع من دبج له المدائح.
وأعلى سقف بلغه "بسيوني" هو لقاؤه بنائبة الرئيس حاليا والوزيرة المزمنة سابقا، نجاح العطار، وكذلك المفتي "أحمد حسون"، وخلافهما بقيت لقاءته مع مسؤولين أدنى، من رتبة وزراء ومحافظين ومسؤولين حزبيين، من أمثال: كوزير السياحة ومحافظ حلب، وكذلك مفتي حلب "محمود عكام"، الذي خط لـ"بسيوني" رسالة يتغزل فيها بما "عشق" خالعا على الرجل لقب الشريف والحر.

وفضلا عن هؤلاء التقى "بسيوني" في جولاته ورحلاته المتكررة إلى سوريا بعدد كبير من ضباط وشبيحة النظام، ووثق لهذا اللقاءات في كتاب سماه "المقاومة حكاية وطن"، يقع في 722 صفحة، نشره قبل عدة أشهر، ومن عناوينه: "من حماة إلى ساحة الجامع الكبير المقاوم حسين مرتضى، قلب المقاومة نبل والزهراء، ظهور القائد سليماني...".
كتاب "بسيوني" الذي قدم له اللواء المخابراتي "بهجت سليمان" تناول بصورة متهافتة مواقف وحكايات المجرمين والشبيحة، الذين ذكر كثيرا منهم بالاسم مثل: العساني، جمال بكري، شادي شما، جمانة أبو شعر، ذو الفقار العاملي، أيمن حلاج، بسمة بليدي، حيدر عباس، زينب خولا، فادي عباس، منذر زمام، وهيب صقر، زيد صالح، المارديلية، ريم اليوسف، ياسر عتر، نواف إيراهيم، هيثم حسون... وغيرهم.

وارتبط "بسيوني" بسلسلة علاقات ومصالح مع عصابات متعددة ولغت في الدم السوري، بدءا من "لواء القدس" مرورا بمليشيات "نابل عبدالله" في السقيلبية، وانتهاء بـ"ذو الفقار العاملي" ومليشياه المسماة "الحرس القومي العربي" والتي ترفع صورتي حافظ الأسد وجمال عبد الناصر، كرمزين للعروبة والمقاومة حسب ادعائها، علما أن المليشيا تعمل برعاية وتمويل إيران العدو الأزلي للتيار العروبي.
وتبرز في كتابات "بسيوني" ومواقفه وجولاته ميوله الشديدة لإيران وكل من يمثلها في سوريا، سواء بشكل مباشر كدبلوماسييها وعسكرييها، أو غير مباشر كرجال المليشيات الطائفية من سوريا ولبنان والعراق.

و"بسيوني" ليس أول شبيح يفقده نظام الأسد في مصر، فقد فقد من قبل شبيحا من العيار الثقيل يدعى "عادل الجوجري" وينتمي أيضا للتيار الناصري، وقد سقط "الجوجري" صريعا على الهواء مباشرة عندما أصيب بجلطة وهو يدافع عن بشار وجرائمه على إحدى الشاشات صيف 2012، في موقف لا يزال مستقرا بذاكرة كل من رآه حينها.
ورغم انحدار مستوى كتاباته إلى ما يشبه لغة الشوارع، فإن "بسيوني" كثيرا ما استُقبل من مسؤولي النظام وأقيمت له الولائم والندوات، التي صرف عليها من أموال السوريين، بوصفه "الكاتب والصحفي العربي".

وحتى يتسنى للقارئ أن يطلع ويحكم على مستوى كتابات "بسيوني"، نتركه أخيرا مع عينة منها منشورة في ثنايا كتاب له بعنوان "القلعة حلب من الحصار للانتصار"، يقول فيه:
"أوعى تنساه الحليف والصديق، الي دمه سال معايا في الميدان، يا سماحة السيد يا بو هادي، مين هينسا الوعد غير الجبان، ومين هينسا طلتك كل انتصار، أوعى تنسى يا عميد أن ظهران وموسكو كمان في عيد، أطلع بقا واقرا البيان قبل الختام، ياعميد، التحية لروح الأسد والناصر جمال... مهما قلنا مهما عدنا مش هنوفي نقطة من دم الشهيد، اطلع بقا.
التحية وتعظيم السلام للي أقسم لا بديل عن الانتصار أو الانتصار، أوعى تنسى تبوسلي عيونه بشار، وخدلي بالك ياعميد أن سورية اليوم في عيد".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية