أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل تضاءلت حظوظ "المنطقة الآمنة".. واشنطن تتحدث عن مزيد من التفاصيل و"بعض التحصينات"

كانت تركيا والولايات المتحدة قد اتفقتا على "آلية أمنية" تخص المنطقة الآمنة - جيتي

ما تزال "المنطقة الآمنة" التي تتحدث تركيا بين حين وآخر عن قرب إقامتها، ما تزال مثار أخذ ورد بين أنقرة وواشنطن التي تتزعم "التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب"، كما كشف عن ذلك بيان مكتوب أصدره التحالف.

وقال بيان التحالف الذي تانقلته الوكلات العالمية إن مباحثات "المنطقة الآمنة" قد حققت "تقدما جيدا"، وهذا يعني أن الأمر لم ينجز، والتوافق الذي تحدثت عنه أنقرة لم يحصل بعد.

وكانت تركيا والولايات المتحدة قد اتفقتا على "آلية أمنية" تخص المنطقة الآمنة الممتدة بين الحدود التركية والمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث تم تسيير أولى الدوريات الأمريكية التركية المشتركة في المنطقة المذكورة.

وأوضح بيان التحالف أن هناك "تقدما كبيرا في المرحلة الأولى من أنشطة الآلية الأمنية"، معقبا: "قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية سيرت عدة دوريات لكشف مواقع التحصينات وإزالتها لتبديد قلق تركيا".
وأفاد البيان أيضا أن "القوات الأمريكية والتركية نفذتا 4 عمليات تحليق".

ويبدو أن واشنطن مصرة على ما تصفه أنقرة بالمماطلة والتسويف، ولن تساير تركيا في مسعاها لإحكام السيطرة على الشريط الحدودي وطرد "قسد" منه، ولن تعطي ضوءا أخضر كبيرا ولا صلاحيات مفتوحة لأنقرة فيما يخص ذلك.

ومما يرجح النظرة المذكورة أعلاه أن بيان التحالف أشار صراحة إلى أن المباحثات مع تركيا سـ"تتواصل"، من أجل الخوض في "تفاصيل إضافية حول أنشطة الآلية الأمنية"، مع النص الصريح على عبارة "الآلية الأمنية" وعدم التطرق نهائية لمصطلح "المنطقة الآمنة".

وشدد البيان على استمرار المحادثات مع تركيا في سبيل إزالة "بعض التحصينات التي تثير قلق تركيا"، وفي هذا إفصاح إضافي عن نوايا واشنطن ورؤيتها للمشروع التركي بخصوص المنطقة الآمنة.
وتنتظر أنقرة منذ أشهر طويلة ضوءا أخضر من واشنطن يسمح لها بالتوغل العسكري وإقامة ما تسميه المنطقة الآمنة، لكن واشنطن تلعب بمهارة بعامل الوقت والتفاصيل واستمرار المباحثات، الأمر الذي من شأنه إفراغ المشروع التركي من محتواه الذي تريده أنقرة.

وتدرك أنقرة جيدا هذه المماطلة وكثيرا ما انتقدتها،مرات بشكل واضح وقوي، وأخرى بصورة مبطنة، ولكن تركيا لاتملك في مواجهة واشنطن هنا سوى التصريحات، مع يقين الساسة الأتراك أن لامفر من موافقة الولايات المتحدة، وإلا فإن الانفراد بتطبيق مشروع "المنطقة الآمنة" سيحمل في طياته عواقب خطرة على تركيا.

وتنظر تركيا إلى "وحدات الحماية" التي تشكل العمود الفقري لـ"قسد" على أنها منظمة إرهابية تقيم كيانا يشكل تهديدا حقيقيا للأمن القومي التركي، ولا سبيل لتلافي هذا التهديد سوى بالقضاء على هذا الكيان أو إقامة منطقة فاصلة تعزل تركيا عنه.

ووسط هذا النزاع على إقامة المنطقة الآمنة، يبدو نظام الأسد وكالعادة الحلقة الأكثر هشاشة والأبعد عن التأثير، حيث يكتفي كل فترة بإصدار البيانات، ومنها بيانه الأخير ردا على تسيير أول دورية أمريكية تركية ضمن الأراضي السورية، حيث اعتبر ذلك "عدوانا" يستوجب التنديد.

زمان الوصل
(116)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي