أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بقلم وسبورة.. مدرسة تحت ظلال زيتون إدلب

رفض المعلم "سويدان" ترك الأطفال النازحين دون تعليم - زمان الوصل

لم يجد المعلم النازح "محمد سويدان" خيارا أمامه لتعليم أطفال العائلات النازحة مع بدء العام الدراسي الجديد سوى أن يتخذ من ظلال أشجار الزيتون بريف إدلب الشمالي مدرسة لتعليمهم بقلم وسبورة فقط.

ونزح "سويدان" هرباً من قصف قوات الأسد وحلفائه مع بداية شهر رمضان الفائت إلى بلدة "أطمة" الواقعة على الحدود السورية - التركية في أحد حقول الزيتون رفقة وزوجته التي ولدت طفلهما الأول تحت أشجار الزيتون، حاله كحال آلاف العائلات التي نزحت قسرا والتي لم تجد لها مأوى سوى الأشجار. رفض "سويدان" ترك الأطفال النازحين الذي يبلغ عددهم قرابة 150 طفلا في المخيم الذي يقطنه دون تعليم، فبادر لتعليمهم وإنشاء حلقات حسب المستوى العمري وإعطائهم دروسا في مبادئ القراءة والكتابة والرياضيات واللغة الإنكليزية والشريعة الإسلامية مستخدماً أدوات بسيطة.

يقول "سويدان" إن واجبه محاولة إنقاذ جيل من الضياع وجعلهم على صلة بالمدرسة حتى لو بصف مصغر وتحت شجرة الزيتون في الهواء الطلق، مضيفا لـ"زمان الوصل" أن قسما كبيرا من الأطفال الذين يدرسهم لا يملكون دفاتر وأقلاما بسبب فقر عائلاتهم التي لا تمتلك حتى قوت يومها، "فيما لم تبادر أي جهة تعليمية أو إنسانية لإنقاذ الموقف".

وأشار إلى أنه لم يجد سوى هذا المكان رغم أنه طرق أبواب الكثيرين لإيجاد مبنى لاتخاذه مدرسة لكن لم يستجب له أحد، مؤكدا على أنه "طالما يوجد أطفال في المخيم سيتابع عمله التطوعي في التدريس مهما كانت الظروف المهم أن يتعلم الأطفال لو كلمة واحدة".

واختتم المدرس حديثه بالقول: "من حقنا العيش ومن حق الأطفال التعلم واللعب والرفاهية والعيش بسلام".
الطفل "علي العلي 12 عاماً" واحد من بين عشرات الأطفال الذين يحضرون دروس "سويدان"، وقد نزح مع عائلته من مدينة "كفر زيتا" بريف حماة قال إنه من المفترض أن يكون في الصف السادس لكن النزوح المتكرر من منطقة إلى أخرى ووضع عائلته الصعبة أعاق دراسته إذ بدأ للتو تعلم القراءة والكتابة. ويرغب "علي" بالاستمرار في التعلم حتى يتمكن من وصوله لتحقيق حلمه وأن يكون معلماً.

يذكر أن الواقع التعليمي في الشمال السوري بات صعباً، بسبب القصف واستهداف المدارس والنزوح الواسع، فضلاً عن الفقر الذي دفع الكثير من الأطفال للعمل أو التسول وترك مقاعد الدراسة، فيما أدت الحملة العسكرية الأخيرة على محافظة إدلب وسيطرت قوات الأسد والميليشيات الروسية على مناطق واسعة بريفي حماة وإدلب الجنوبي إلى نزوح آلاف المدنيين إلى زيادة المأساة في الوضع الإنساني.

محمد الرفاعي - زمان الوصل
(207)    هل أعجبتك المقالة (209)

طرفة الشاعر

2019-09-11

تحية حارة إلى المعلم محمد سويدان. أمدكم الله بمدده وجزاكم كل خير..


Ahmad

2019-09-12

جزى الله هذا المعلم كل خير, يجب دعم هذه الجهود المشكورة. الجهل عدو لايقل ضررا عن إرهاب عصابة بشار.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي