يعاني النازحون السوريون المتبقون في مخيم "الركبان" على الحدود السورية- الأردنية، من تردي الأوضاع الصحية التي أصبحت أكثر سوءًا، ولاسيما في ظل الحصار المستمر الذي تفرضه قوات النظام وروسيا منذ عدّة أشهر على المنطقة.
في السياق ذاته قال "عبد العزيز الطيباوي" مدير المكتب الإعلامي في "جيش أحرار العشائر" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إنه لا يوجد في مخيم "الركبان" في الوقت الراهن أي نقاط طبية تقدم الخدمات العلاجية للأهالي، باستثناء نقطة إسعافية وحيدة يتولى "جيش أحرار العشائر" الإشراف عليها من خلال استقبال المرضى من أبناء المخيم والعمل على نقلهم إلى مستشفى "الأمم المتحدة" الواقع في الجانب الأردني.
وأضاف "سجلت النقطة الإسعافية في الأسابيع القليلة الماضية إصابات متعددة بأمراض التهاب الأمعاء والتسمم الغذائي وخصوصاً بين فئة الأطفال الذين أصيبوا بحالات إسهال حادة، إذ بلغت نسبة الأطفال المصابين بالإسهال الحاد في شهر آب/ أغسطس الفائت 60 حالة، في وقتٍ يعاني فيه أطفال آخرون من حالات جفاف والتهاب في المجاري البولية".
ووفقاً لما أشار إليه "الطيباوي" فإنه جرى في الآونة الأخيرة تسجيل العديد من حالات الاختناق وحالات التهاب الرئة والقصبات الحاد بين الأطفال وكبار السن، نتيجة للعواصف الغبارية والظروف الجوية الحارة القاسية السائدة في المنطقة.
ونوّه أيضاً إلى عدم قدرة النقطة الإسعافية على علاج حالات الإسهال الشديد، لعدم إمكانية إجراء التحاليل اللازمة لمعرفة نوع الجرثومة المسببة للمرض من جهة، وارتفاع أسعار الأدوية التي يقوم المهربون بتمرير شحنات قليلة منها إلى داخل المخيم من جهة ثانية، فضلاً عن عدم إمكانية علاج حالات مرضية أخرى مثل: الحروق والكسور واحتشاء عضلة القلب، نتيجة ضعف الإمكانات المتوفرة. ولا تقتصر معاناة الأهالي على غياب وضعف النقاط الطبية الإسعافية داخل مخيم "الركبان" فحسب، وإنما على عدم توفر الأدوية الطبية في الصيدليات التي افتتحها بعض الأشخاص غير المختصين بطرق بدائية وإمكانات بسيطة من أجل التغلب على الظروف الصحية التي يشهدها المخيم. بدوره أوضح "عمر الحمصي" وهو أحد الممرضين المتواجدين في المخيم، أن غالبية الصيدليات الموجودة في "الركبان" تعاني نقصاً حاداً في المستلزمات والأدوية الطبية وخاصة الأدوية والعقاقير الخاصة بمعالجة لدغات العقارب والأفاعي التي تنشط بشكلٍ كبير في هذه المنطقة ذات الظروف المناخية الصحراوية القاسية. وبيّن كذلك أنّ الأدوية المتبقية لدى الصيدليات قليلة جداً، ومنها ما هو مفقود بصورة كاملة مثل أدوية الأمراض المزمنة (الضغط، القلب، السكري، احتشاء داخلي) وبعض أنواع خافضات الحرارة والالتهابات.
من جانب آخر يحتاج المريض الذي يحصل على موافقة لتلقي العلاج في المشافي الأردنية -كما يقول الطيباوي- إلى الانتظار لفترة زمنية لا تقل عن ساعة، ليتمكن من الدخول إلى الأردن، فيما يتراوح عدد الحالات المسموح لها بالدخول بين 20- 30 حالة يومياً، هي بمجملها حالات حرجة مثل (الولادة-العناية المركزة) رغم وجود عددٍ كبير من الحالات التي تحتاج إلى مشافي متخصصة.
وفي 17 من شهر آب/ أغسطس الماضي، دخل وفد من هيئة "الأمم المتحدة" إلى مخيم "الركبان" وذلك بغرض دراسة أوضاع النازحين فيه واستطلاع آرائهم حول رغبتهم في مغادرة المخيم أو البقاء فيه.
وخلصت الدراسة -حسب تقرير صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة- إلى أنّ نحو 47% من أصل 13 ألف نازح من نازحي مخيم "الركبان" يرغبون بالبقاء في المخيم وعدم مغادرته لأسباب تتعلق بالمخاوف الأمنية أو خشية من الاعتقال من قبل النظام.
وقال "بانوس مومسيس" وهو مسؤول "الأمم المتحدة" للشؤون الإنسانية في سوريا إنّ "المنظمة الأممية مستعدة لتسهيل عمليات إجلاء النازحين من المخيم، لكنها تريد أن تضمن حدوث نزوح الأهالي بطريقة طوعية".
وأكدّ المسؤول الأممي، أنّ قسماً من النازحين يرغبون بالتوجه إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا، واصفاً الوضع الإنساني الحالي في مخيم "الركبان" بأنه "مزرٍ"، حسب تعبيره.
خالد محمد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية