عاودت أسعار النفط الخام تراجعها دون 60 دولارا لبرميل برنت في تعاملات الثلاثاء، مدفوعة بتصاعد التوترات التجارية العالمية بين الولايات المتحدة والصين.
والأحد الماضي، دخلت حزمة جديدة من الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 15 بالمئة، على واردات صينية بقيمة 115 مليار دولار حيز التنفيذ.
فيما ستدخل حزمة ثانية من الرسوم بنفس النسبة، على واردات بكين بقيمة 160 مليار اعتبارا من 15 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
والأحد الماضي كذلك، دخل قرار صيني حيز التنفيذ، لفرض رسوم وجمارك بنسبة 5 و10 بالمئة إضافية، على سلع أمريكية المنشأ بقيمة 75 مليار دولار.
ومن ضمن الرسوم، نسبة 5 بالمئة على واردات الخام الأمريكي القادم إلى الصين، الأمر الذي سيدفع نحو تراجع حدة منافسته للخام القادم من أسواق أخرى.
وفي تعاملات صباح الأربعاء، بلغ سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم نوفمبر/ تشرين أول، 58.4 دولارا للبرميل.
وتتراجع أسعار النفط الخام حول العالم، مع عودة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، بينما تستعيد جزءا من الاستقرار والصعود، مع ظهور محفزات تبشّر بقرب اتفاق بين البلدين.
تعد الولايات المتحدة حاليا، أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 17.5 مليون برميل، تتبعها الصين ثانيا بمتوسط يومي 12.5 مليون برميل.
فيما تعد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، بمتوسط يومي يبلغ بين 9.5 - 10 ملايين برميل يوميا، بينما الولايات المتحدة ثاني أكبر مستورد بمتوسط 9 ملايين برميل يوميا.
ومن شأن حدوث أي توتر تجاري كما هو قائم حاليا، إثارة مخاوف المصانع ومراكز الإنتاج في كلا البلدين، بسبب احتمالية ضعف تنافسية السلع مع نظيرتها الأجنبية.
هذا التخوف، يقود إلى اتباع خيار تقليص الإنتاج وبالتالي ضعف الطلب على النفط الخام من جانب مصانع أول وثاني أكبر مستهلكين ومستوردين للنفط الخام.
كذلك، يشكل الناتج المحلي الإجمالي لكل من الولايات المتحدة (21 تريليون دولار)، والصين (14 تريليون دولار)، قرابة 33 بالمئة من الاقتصاد العالمي.
ويعني ذلك، أن ظهور مخاوف اقتصادية في كلا البلدين، من شأنه التأثير على الاقتصاد العالمي ككل، ويبطيء من مؤشرات الاقتصاد العالمي، واحتمالية تراجع الطلب على الخام.
بحسب بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، فإن حجم الطلب العالمي على النفط الخام يوميا، يبلغ 99.7 مليون برميل، تستحوذ الولايات المتحدة والصين معا، على متوسط 30 مليون برميل يوميا.
وفي حال استمرار التوترات التجارية القائمة، فإن أسواقا عالمية رئيسة كمنطقة اليورو، واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة والهند، ستتضرر، كونها دول مصدرة للمواد الخام لأسواق أبرزها الصين.
ووفق مسح الأناضول، تراجعت أسعار خام برنت بنسبة 23 بالمئة من أعلى سعر مسجل في 2019، البالغ 76 دولارا للبرميل والمسجل بتاريخ 23 أبريل/ نيسان الماضي، إلى متوسط 58 دولارا حاليا.
ومع تصاعد الحرب التجارية، لم يعد لاتفاق خفض الإنتاج حاليا، تأثير جو،هري في الإبقاء على الأسعار عند مستويات معقولة للمنتجين والمستهلكين معا.
وبدأ تحالف "أوبك +" المؤلف من أعضاء المنظمة ومنتجين مستقلين، تنفيذ اتفاق لخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا، بدأ مطلع 2019 حتى مارس/ آذار 2020.
لماذا تتأثر أسعار النفط بالتوترات التجارية بين بكين وواشنطن؟
الأناضول
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية