أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في ذكراها السادسة.. ناجِ يروي أهوال مجزرة الكيماوي في "زملكا" بريف دمشق

صورة تعود لعام 2014 حيث نظم شباب الثورة السورية وقفة احتجاجية - زمان الوصل

في مثل هذه الأيام من عام 2013 أوى أطفال "زملكا" في الغوطة الشرقية إلى أسرّتهم، حالمين بغد أفضل بعد يوم دموي حافل بالقصف والدمار والرعب، ولم يكونوا يتخيلون بأنهم سيكونون على موعد بعد ساعات مع الموت اختناقاً بعد استهداف المدينة بعدة صواريخ محملة بغاز السارين.

وكشف ناجٍ من المجزرة التي ذهب ضحيتها أكثر من 375 مدنياً ما بين أطفال ونساء وكبار في السن جوانب مما حصل ليلة 21 آب/ أغسطس 2013 بعد استخدام قوات النظام للغازات السامة تحت أعين فريق المراقبين الدوليين التابع للأمم المتحدة الذين كانوا ينامون بهناءة في فندق لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن منطقة الغوطة.

وروى الناجي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"زمان الوصل" أنه كان يسهر مع شقيقه وعائلتهما في منزله القريب من المقسم الآلي في مدينة "زملكا"، وحوالي الساعة 12 ليلاً ذهب شقيقه وعائلته إلى منزلهم، وفي الواحدة والثلث تقريباً بدأت الصواريخ تنهال على أبنية "زملكا"، وخرج -كما يقول- ليرى ما يجري فسمع الناس تصيح "كيماوي كيماوي" وهرع مع عائلته إلى سطح المبنى هروباً من الرائحة والرذاذ الثقيل ففوجئ بسقوط قذيفة هاون على السطح قبل الوصول إليه، ما اضطرهم للعودة إلى أسفل المبنى.

وتابع الشاهد أنه بدأ مع أفراد عائلته بوضع مناشف مبللة على أنوفهم، موضحا أنه ومن معه من الجيران الناجين كانوا يفتحون أبواب الشقق على أهاليها فيرون الناس وقد فارقوا الحياة وهم نائمون، مضيفاً أن مشاهد الأطفال وكبار السن والنساء وقد فارقوا الحياة في أسرّتهم تدمى لها القلوب وتبكي الحجر، فيما تم إسعاف العشرات ممن لازالوا على قيد الحياة إلى النقاط الطبية ليتم وضعهم في ممراتها ورشهم بالماء.

وأكد محدثنا أن المشافي الميدانية كانت شبه بدائية وغير مجهزة لاستقبال مثل هذه الحالات، فكانت الكوادر الطبية تكتفي برش الماء على المصابين وإجراء عمليات تنفس اصطناعي واستخدام الخل الأبيض والماء أو إعطاء بعض المصابين دواء "الأتروبين" في حالات نادرة لأن الغوطة كانت تفتقر لأي أدوية أو مستلزمات علاج في ظل الحصار.

وطبقاً لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" عن طبيبين من داخل الغوطة الشرقية آنذاك ظهرت على ضحايا الهجمات جميعهم أعراض منها الاختناق، وضيق التنفس وعدم انتظامه، والتشنج اللاإرادي للعضلات، والغثيان، وتكّون زبد على الفم، وسيلان من الأنف والعينين، والانتفاض والدوار وصعوبة الرؤية، واحمرار الأعين واحتقانها وضيق شديد في الحدقتين.

ويشير محدثنا إلى أن عائلات بأكملها قضت جراء المجزرة ومنها عائلة "أبو هيثم الدباس" التي قضى 17 شخصاً فيها الجد والأولاد والأحفاد، وكذلك عائلة غزال 16 ضحية، وعائلة أبو سعيد محيي الدين 19 ضحية.

وكانت ليلة المجزرة كيوم القيامة -حسب وصفه- ومن لم يمت بالكيماوي مات بقذاف الهاون التي بدأت تنهال كالمطر على أسطح المباني لإجبار الأهالي على النزول ومواجهة مصير الموت اختناقاً، وكان الهاون يأتي من جبل "قاسيون" والصواريخ تخرج من منطقة البانورما على أوتوستراد "العدوي"، مضيفاً أن أصوات إطلاق الصواريخ سمعت بقوة، ولكن لم يُسمع أي دوي انفجار بعد سقوطها، وأصيبت الغوطة الشرقية بالكيماوي -كما يقول المصدر- في أربعة أماكن وهي أطراف "عين ترما" وأطراف "جوبر" و"عربين" و"حزة" و"زملكا" هي الوحيدة التي سقطت الصواريخ وسطها والباقي على الأطراف ولكن كل المناطق كانت مأهولة بالسكان.

وكشف الغوطاني أن عدد ضحايا مجزرة الغوطة أكثر مما تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام وهو يتجاوز الـ 3000 ضحية وتم دفن الجثث بشكل جماعي على أطراف "زملكا"، وكان التركس يحفر ويرمي الجثث في الخنادق بالعشرات.


فارس الرفاعي -زمان الوصل
(193)    هل أعجبتك المقالة (312)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي