أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النظام يذكّر بوجوده في الحسكة والقامشلي بعد الحديث عن المنطقة الآمنة

من احتفال بالفوج 123 مشاة / الفرقة 17 في كوكب بمحافظة الحسكة/2017/


زار نائب وزير الدفاع في حكومة النظام اللواء صالح علي يوم الثلاثاء الأفواج العسكرية التابعة لقواته قرب مدينتي الحسكة والقامشلي، بالتزامن مع تصاعد الحديث حول اتفاق أمريكي – تركي على إنشاء "ممر سلام" على طول الشريط الحدودي.

وذكرت صفحة يديرها عناصر من "الفوج 154" على مواقع التواصل الاجتماعي أن نائب وزير الدفاع زار "الفوج 154" في "تل طرطب" جنوب مدينة القامشلي صباح يوم الاثنين بمناسبة عيد الأضحى والتقى قيادة الفوج وعناصره وتجول داخله الفوج (...) للتأكد من جاهزيتهم للمعركة المقبلة، وفق ما ذكرت.

وأشارت إلى وزيارته بعض النقاط العسكرية خارج الفوج برفقة عدد من الضباط العاملين في المنطقة لنقاط والحد الأمامي والخراسات للتأكد من جاهزيتها ونظام العمل بها، قبل توجه إلى "الفوج 123" في "جبل كوكب" شرق مدينة الحسكة.

وتأتي هذه الزيارة في وقت يتصاعد الحديث حول توصل أنقرة إلى اتفاق مع واشنطن حول ما سماه الطرفان "ممر سلام" على طول الحدود التركية السورية، وسط تخوف السكان من الغموض الذي يكتنف الاتفاق واحتمال اندلاع أعمال عسكرية مفاجئة في حال فشل الأمريكان والأتراك ترجمته على الأرض خاصة مع استمرار "وحدات حماية الشعب" الكردية بحفر الأنفاق وتحصين مواقعها في محيط مدينة "رأس العين" وقرى "المبروكة ونص تل والدويرة" غربها.

ويحاول النظام تقديم نفسه كقوة تستطيع ملء الفراغ الذي أحدثه بقرار مقصود حين سحب قواته من المناطق الحدودية وإفساح المجال للوحدات الكردية للانتشار على الحدود مع تركيا، وهذا يدركه سكان المنطقة كما تدركه أنقرة لأن جميع المعارضين لنظام الأسد لن يتمكنوا من العودة في حال عادت قواته للانتشار على الحدود إلى جانب أن هذا الإجراء سيخلق موجة نزوح جديدة للشبان المطلوبين للخدمة العسكرية وعائلات المنخرطين في الأعمال السلمية أو العسكرية المناهضة له ومازالوا يقيمون بمناطق سيطرة الوحدات الكردية.

وفي الأثناء أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء أعمال تأسيس مركز العمليات المشتركة بموجب الاتفاق بين أنقرة وواشنطن بخصوص المنطقة الآمنة، وذلك بعد يوم واحد من وصول وفد أمريكي من 6 أشخاص إلى ولاية "شانلي أورفة" المقابلة لمناطق "عين عرب وتل أبيض ورأس العين" السورية.

وأبلغت السلطات التركية مجلس مدينة "رأس العين" الذي شكله معارضون في مدينة "جيلان بينار" قبل أشهر، بأن يستعدوا لإدارة المدينة عقب إنشاء المنطقة الآمنة، دون أي تفاصيل حول الكيفية التي ستنزع فيها "رأس العين" من يد مسلحي حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذي سيطر عليها في تموز يوليو 2013 بعد مواجهات حراس مقرات فصائل الجيش الحر في المدينة بعد أيام من انتقال جل الفصائل إلى جنوب الحسكة استعدادا لمعركة الميلبية، التي لم تحدث بسبب اشتعال معركة "رأس العين".

ويوحي الغموض الذي يكتنف الاتفاق التركي – الأمريكي بأن مصيرا مشابها لاتفاق الجانبين حول "منبج" ينتظر الاتفاق الجديد، لكن المسؤولين الأتراك يكررون في تصريحاتهم الإعلامية بأنهم لن يسمحوا بذلك وسيبقون الجيش التركي متأهبا على الحدود قبالة هذه المناطق.

ومن الجدير ذكره، أن موافقة حزب الاتحاد الديمقراطي وأذرعه العسكرية على منطقة آمنة حتى بعمق 5 كم ستحرمه من معاقله الأساسية وعلى رأسها عاصمة إدارته الذاتية "عامودا"، وبالتالي خروج معظم المناطق الكردية بسوريا من يده، وفي المقابل موافقة تركيا على بقاء مسلحي الحزب والاكتفاء بسحب السلاح الثقيل إلى العمق بمسافة أكثر من 15 كم لن يغير من واقع الحال شيئا لأن الحزب أصلا لا ينشر الكثير من السلاح الثقيل بالمناطق الحدودية، بل يحصن معسكرات تابعة له في عند أقدام "جبل عبد العزيز" (العالية) وعند اقدام جبل "الحمة" أسفل القاعدة الأمريكية في "تل تمر" وغيرها من المناطق التي تبعد أكثر من 30 كم عن الحدود.

والمنطقة الآمنة التي تريدها تركيا تشمل الشريط الحدودي بطول 460 كم، بين نهري الفرات غربا ودجلة شرقا وبعمق 32 كم يتجاوز طريق حلب الحسكة الدولي، أي معظم الجزيرة العليا وهي منطقة التنوع العرقي والديني بالجزيرة السورية، وهذا يجعل أكثر من 90% من من المدن والقرى ذات الغالبية الكردية ضمن هذه المنطقة إلى جانب مدينتي "رأس العين" و"تل أبيض" وبلدات "سلوك وعين عيسى وصرين والشيوخ" ذات الغالبية العربية.

محمد الحسين - زمان الوصل
(144)    هل أعجبتك المقالة (318)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي