أفادت وكالة "عين الفرات" أن الحرس الثوري الإيراني في دمشق أرسل أشخاصاً إلى دير الزور و"الميادين" للبحث عمّن ينشر أخبار إيران والتحقق من تسريبات بخصوص مواقع المليشيات الإيرانية في دير الزور، بالإضافة إلى وضع كاميرات مراقبة سرية على أبواب المقرات وفي الشوارع الرئيسية حول المقرات.
*تمويه إيراني
وحسب المصدر فإن قادة الميليشيات الإيرانية في دير الزور بدؤوا يغيّرون مواقع دوامهم اليومي ويستخدمون سيارات مدنية بدلاً من سياراتهم الخاصة في تنقلاتهم اليومية، كما لوحظ حالات استنفار أمني كبير في شوارع المدينة تزامناً مع انتشار السيارات الإيرانية وسيارات الأمن العسكرية.
ونشرت وكالة "عين الفرات" منذ أيام تسريبات بخصوص أماكن توزع مقرات الميليشيات الإيرانية في دير الزور و"الميادين" مدعمة بالمعلومات والصور، ومنها مقر لميليشيات "فاطميون" الإيرانية الذي يضم 75 مسلحاً مع أسلحتهم وآلياتهم بهدف تمشيط أطراف المدينة ليلاً تحسباً لأي هجوم من جهة البادية. وأظهرت هذه التسريبات مستودعات سلاح للميليشيات الإيرانية في شارع "بور سعيد" التي تضم صواريخ إيرانية الصنع يتم إدخالها سرّاً، علماً أن المكان مراقب ومحمي بشكل كبير.
ومن المواقع التي أظهرتها التسريبات موقع مطار دير الزور وهو مستودع للسلاح والذخيرة لصالح المليشيات الإيرانية تم الاستيلاء عليه بأوامر من الحرس الثوري الإيراني في دمشق لاستغلاله كمقر إيراني، إضافة إلى موقع في مدينة "الميادين"، وهو مقر تسليح لصالح ميليشيات لواء "الباقر" يتواجد فيه ما يقارب 100 مسلح من ضمنهم شخصيات إيرانية رفيعة المستوى مع أسلحة ثقيلة وصواريخ، موجهة ومضادات طيران وآليات حديثة ذات دفع رباعي واختصاص الموقع إمداد المليشيات الإيرانية المتواجدة أمام ضفة نهر الفرات، وموقع قرية "محكان" في "الميادين"، وهو مقر تم إنشاؤه على أرض زراعية على ضفاف الفرات تستغله المليشيات الإيرانية ويتواجد فيه 4 راجمات صواريخ موجهة نحو قرية "ذبيان" التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديموقراطية"، وفي قرية "محكان" ذاتها مقر للميليشيات الإيرانية يضم حوالي 40 مسلحاً مع أسلحتهم وآلياتهم ومناظير ليلية واختصاصه مراقبة "قوات سوريا الديموقراطية" على الضفة المقابلة وهي خط الجزيرة وقرية "ذبيان".
*استياء الأهالي
وأفاد مصدر، فضّل عدم ذكر اسمه، من الوكالة لـ"زمان الوصل" بأن فكرة إعداد ونشر المعلومات والصور بخصوص الميليشيات الإيرانية جاءت بعد استياء الأهالي من التغلغل الإيراني في منطقة دير الزور ولفضح التواجد الإيراني في منطقة الفرات والتدخل غير الشرعي لإيران في سوريا ومحاولة تخفيف الضغط على المدنيين.
وأضاف المصدر أن وكالة "عين الفرات" لم تتوقع أن تحدث التسريبات هذه الضجة الكبيرة، ولكن إيران وكعادتها تخاف من كل شيء لأنها تعرف نظرة المدنيين إليها كاحتلال، بعد الانتهاكات التي ارتكتبها بحق المدنيين، ومع عجزها عن تأمين موطئ قدم لها في المنطقة أو أي حاضنة شعبية بدأت باتباع سياسة الترهيب في أراضي دير الزور و"البوكمال" وسوريا بشكل عام.
وكانت المليشيات الإيرانية قد رصدت مكافأة قيمة لمن يدلي بمعلومات عمن التقط صور مواقعها العسكرية، وهذا بحسب محدثنا- دليل على صحة ودقة المواقع وتأكيد على أن نشر هذه الصور قد فضح إيران وتواجدها العسكري الكبير في منطقة الفرات، وبالتالي أحدثت هذه الصور إرباكاً داخل القيادات الإيرانية، لأن هذه المعلومات أمنية وسريّة جداً وتعتبر اختراقاً كبيراً، حسب قوله.
* فضح إيران وعملائها
ولفت محدثنا إلى أن الوكالة تعمل بشكل دائم على نشر وفضح الميليشيات الإيرانية بدءاً من أماكن تواجدها في مناطق الفرات وفضح الأشخاص الذين جندتهم الميليشيات لصالحها بالمال والنفوذ، مضيفاً أن "مهمتنا متابعة القيادات الإيرانية وتحركاتها بشكل دائم وفضح إرهابهم للأهالي والمدنيين والجرائم التي يرتكبونها كنشر التشيع وضرب الناس وتدخلهم بشؤونهم اليومية وسيطرتهم على بيوت بعض العامة والسيطرة على الممتلكات الخاصة.
وتركز الوكالة في عملها –كما يقول- على فضح التواجد الإيراني ونشر مواقعهم، حيث يتم تحديد اسم الميليشيا الموجودة بالتفصيل مع عدد المسلحين الموجودين، واختصاصهم وأنواع الأسلحة. وتابع أن "لدى وكالة مصادرها الخاصة داخل منطقة الفرات وتتحفظ على ذكر آلية العمل حفاظاً على حياة المتعاونين".
وبدأت "وكالة عين الفرات" عملها في شهر أيلول ـ سبتمبر 2018 من خلال نقل واقع الناس اليومي ومعاناتهم ومشاركة قصصهم اليومية شرق سوريا، بدءاً من غلاء الأسعار وانعدام الأمن ومعاناتهم المعيشية، ولوحظ زيادة سيطرة الميلشيات الإيرانية وكثرة تدخلها بالمدنيين حتى وصل الحال -كما يشير محدثنا- لاحتلال رسمي لفكر الناس كنشر التشيع وتجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات لقتال أبناء الثورة في المناطق الأخرى.




فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية