"أبو عمشة" يزور مقراته وعناصره.. من يغني للثورة "يا حيف"؟

ربما أصبح لزاما أكثر من أي وقت مضى، إن كان في "جعبتنا" نحن الإعلاميون عشر كلمات، أن "نطلق" تسعة منها تجاه المتسلقين على الثورة وواحدة على أعداء الثورة الواضحين، فلولا المتسلقين ما تجرأ على ثورتنا الأعداء.

فكرة لم أستطع أن أعاندها، وأنا أرى اليوم مقطعا لواحد من "قواد" الفصائل المحسوبة على الثورة، وهو يجول على "قطعاته" واحدة واحدة، وسط استقبال يوحي وكأنه القائد المظفر الهمام، وهو الذي كان فصليه -وما زال- موضع اتهامات وشكوك وشكاوى من فساده وتغوله واتجاره بالثورة.

اسمه "لواء السلطان سليمان شاه"، وفي اسمه ما يوحي بالجهة التي أنشأته وسلحته ومولته، واسم قائده "محمد جاسم" الملقب "أبو عمشة"، ولذا لم يكن غريبا أن يعرف الفصيل باسم "لواء العمشات" على عادة شعبنا في رد الأمور إلى أصحابها، أو على مذهب الأسد الذي استملك البلاد من قبل واحتكرها فسماها باسمه (سوريا الأسد).

أما الحدث فهو زيارة "القائد العام محمد الجاسم أبو عمشة للعناصر ومعايدتهم في النقاط المنتشرة في قطاع عفرين".. عفرين التي ليس بينها وبين إدلب الذبيحة سوى "رمية حجر" يمكن لسيارة بسرعة 100 كم أن تقطعها بنحو ساعة، ومع ذلك فإن هذه الساعة تغدو سنة ضوئية، لأنه "ماكو أوامر" بالتحرك، فسلامة المقرات في عفرين أهم، والحفاظ على "قيافة" العناصر وهم يصطفون لاستقبال "القائد العام" ويتبارون في قوة "خبطتهم" أولى، وتقبيل رأسه والتمسح به أنفع.

في بداية الثورة غنى ثائر القلب واللسان، سميح شقير، "ياحيف"، وكانت مثقلة بوجع وحزن كبيرين رغم أنها موجهة كلها لنظام مرد على الإجرام، اليوم أشعر أن لكلمة "ياحيف" وطأة أشد وأثقل، من تلك التي قيلت أيام كان "زخ رصاص (النظام) على الناس العزل.. وظهرك للعادي وعليّ نازل بالسيف"، ففي تلك الأيام كان مقدار الدماء الزكية التي أراقها النظام مجرد قطرة في بحر الدماء المسفوحة لاحقا، كما لم نكن بعد قد تعرفنا وفارقنا الشهداء "حجي مارع" و"ياسر العبود" و"عبد الباسط الساروت" و"أحمد الخلف" و"يوسف الجادر" و.. ولم تكن قد طفت على السطح أسماء "أحمد العودة" و"عمر رحمون" و"حسن جزرة" و... "أبو عمشة" طبعا.