أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لاجئو لبنان صبيحة الأضحى.. ثياب من البالة وأضحيات مع وقف النحر

من أضاحي العيد صباح اليوم - زمان الوصل

"نحن لم نمت.. ولكنا فقدنا شهيتنا للحياة"، بهذه العبارة الباردة الموجعة يختزل اللاجئ السوري في مخيمات "عرسال" الأربعيني أبو أحمد "بانوراما" الألم السوري المتجدد مع كل تكبيرة عيد.

يقول أبو أحمد لـ"زمان الوصل" "إن الآلاف من أطفالنا ولدوا هنا في مخيمات لبنان على مدى سنوات لجوئنا السبع الماضيات، كبروا ونشؤوا هنا بدون أن تبصر عيونهم أرجوحة عيد أو تشهد مخاضا لفرح وولادة للحظة سعادة".

وأضاف "لم يعد قدوم العيد بالنسبة لنا كآباء محطة للفرح والسعادة، أصبح قدومه مناسبة لتجدد الحزن والحسرة وغصة الفراق، فإضافة إلى جرحنا النازف في بلدنا سوريا الذي تنهشه بوحشية ميليشيات الأسد وروسيا وإيران ومن والاهم من جلاوزة القتل وزباينة القمع، هناك الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تحط بويلاتها على كاهلنا كآباء".


وأردف: "نحن فاقدو الحيلة أمام ما يفرضه علينا الواجب العائلي أمام تأمين متطلبات أطفالنا من حاجيات العيد من ثياب وحلوى وإضحيات".

"أم أكرم" اللاجئة السورية في مخيم "الوفاء" العماني في "عرسال" تشرح لـ"زمان الوصل" كيفية تحايلها على تأمين حاجيات أبنائها الستة من ثياب العيد قائلة: "في كل وقفة عيد أقصد مع جاراتي في المخيم أسواق البالة في البلدة، وأشتري لأطفالي رث الثياب، وقديمها من (البالة) لأستر بها أجسادهم في فترة العيد".


وتضيف أم أكرم: "مجبرون على العيش هنا في هذه المخيمات وفق المثل القائل (على قد بساطك مد رجليك)، غير أن التهجير والغربة التي نعيشها منذ سبع سنوات هنا في لبنان لم تترك تحت أرجلنا أي بساط أوحصيرة… إن ظروفنا المعاشية من سيئ إلى أسوأ".

وعن أضحيات العيد التي يقدمها اللاجئون السوريون تقربا لله في أيام العيد يقول اللاجئ السوري أبو صبحي صاحب "ملحمة" وجزار إن إرتفاع أسعار لحوم الأغنام المطابقة لشروط الأضحية يجعل فرصة أن يضحي السوريون شبه معدومة أومستحيلة.

ويضيف لـ"زمان الوصل" إن السعر الأدنى للأضحية من الأغنام يصل إلى 200 دولار أمريكي هنا في بلدة "عرسال"، الرقم الذي بعد فلكيا بالنسبة لجميع العوائل السورية داخل المخيمات.

مراسل "زمان الوصل" في "عرسال" نوّه إلى قيام بعض الجمعيات والمنظمات الإغاثية بتوزيع حصص من اللحمة على قاطني المخيمات خلال أيام العيد، مشيرا إلى هذه الحصص من اللحوم "على قلتها" تؤمن وجبة غذائية لعائلة متوسطة الحجم.


وأضاف المراسل عن حدوث حالات متكررة من عدم التنظيم والتنسيق في توزيع تلك الحصص، مدللا على قوله بحدوث حالات حرمان لأعداد كبيرة من اللاجئين من حصولها على حصتها من أضاحي الجمعيات والمنظمات الإغاثية ذات الصلة خلال الأعياد السابقة التي على السوريين في مخيمات "عرسال".

عبد الحفيظ الحولاني ـ زمان الوصل
(122)    هل أعجبتك المقالة (118)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي