لم يحتج أهل أحد شبيحة النظام سوى إجراء تعديلات محدودة على النعوة التي طبعوها ونشروها قبل عامين، يوم أن جاءهم خبر مقتل ابنهم في الرقة، ثم تأكد لهم أن القتيل الذي دفنوه ليس "عائدا" لهم.
فبتاريخ 17 آب/أغسطس 2017، ورد نبأ مصرع الملازم "سامر زكي رمضان" من دمسرخو بمحافظة اللاذقية، ويومها نعي القتيل رسميا بوصفه "استشهد فداء للوطن بريف اللاذقية"، ولم يدر أهله يومها أن النظام –من فرط اهتمامه- سلمهم جثة لشبيح آخر من جنوده كانت متفحمة، وهو ما جعل التعرف على الجثة أمر مستحيلا، ودفع أهله للمسارعة بدفنه.
ولكن وبعد 18 يوما من دفنه ونشر نعوته وملصقات "شهادته" في مختلف الصفحات والشوارع، عاد "سامر رمضان" إلى أهله، ليخبرهم أنه ما زال على قيد الحياة.
بعد سنتين إلا 9 أيام بالضبط، كان أهل "رمضان" على موعد مع خبر مصرع ابنهم بشكل مؤكد وهو يشارك النظام والروس جرائمهم، فما كان من أهله إلا أن سارعوا بطبع نعوته، التي استخدموا فيها نفس صورته في النعوة الأولى!
اللافت أن الفوارق بين النعوتين (الأولى والثانية) لم تكن إلا فوارق معدودة، منها على سبيل المثال تعديل رتبة أحد أخوال القتيل (يدعى عابد) من مقدم إلى عقيد، وتغيير تاريخ ومكان مصرع "رمضان" من 17 آب 2017 ريف الرقة إلى 8 آب 2019 ريف حماة، فضلا عن تغيير العمر الذي "قضاه في الصلاح والتقوى" من 30 إلى 32 عاما.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية