اعتاد الطفل "عبدو الحلبي" 13 سنة على زيارة قبر أخيه الشهيد لسقايته ووضع الورود عليه قاطعاً مسافة 58 كم كل أسبوع، تعبيراً عن وفائه وتعلقه بأخيه لأنه كان يرعاه ويلبي حاجاته.
وروى الصحفي "أنس تريسي" لـ"زمان الوصل" قصة الطفل الذي التقاه على الطريق وهو يسير بسيارته باتجاه "أعزاز" بريف حلب الشمالي، وعند منطقة "قلعة سمعان" الأثرية قبل منطقة "عفرين" الإدارية وهي منطقة وعرة جداً لاحظ الطفلَ عبدو الذي كان يسير على قدميه على الجانب الأيمن من الطريق، وعندما أشار له توقف وأقله، فحاول أن يتعرف إليه. وتابع محدثنا أنه بادر لسؤال الطفل عما يفعله في هذه المنطقة المنقطعة فأجاب بأنه كان يسقي قبر شقيقه الشهيد، وأنه من حلب ووالده متوفى ووالدته معتقلة وأخوه شهيد وما تبقى من عائلته مشرد ما بين سوريا وتركيا.
وكشف الطفل-حسب المصدر- أن شقيقه استشهد منذ ثلاثة أشهر في إدلب وهو يقاتل النظام، مضيفاً أنه كان يسير مع رفيق له صباح أحد الايام فأضاعا الطريق وأعدمهما جيش النظام.
وكان عبدو –كما يقول تريسي- يقطع مسافة تقدر بـ 58 كم كل أسبوع دون وسيلة نقل ويلجأ لإيقاف السيارات العابرة ويصعد معها حتى يصل الى قبر أخيه في قرية "تلعادة" بريف إدلب الشمالي.
وأضاف محدثنا أن عبدو كان على ما يبدو يحب شقيقه الشهيد كثيراً وهذا ما جعله يرتبط به هذا الارتباط الحميمي حتى بعد موته، ويقطع هذه المسافة الطويلة كل اسبوع تقريباً ليسقي الورد على قبره، وهذا يعبر عن حالة حب ووفاء لا يمكن تفسيرها بين الإخوة –بحسب تريسي- وهي اسمى درجات الارتباط بين شخصين في الحياة.
وتابع محدثنا أنه قرأ الوفاء في عيني "عبدو" عندما كان يتحدث عن شقيقه الغائب وعن أمه المعتقلة في سجون النظام منذ 3 سنوات جراء تقرير كتبته بها إحدى جاراتها لأن أبناءها في الجيش الحر.
ولفت محدثنا إلى أنه شعر بالصدمة عندما سمع القصة من الطفل، موضحا أن "عبدو " درس الصفوف الابتدائية الأولى وانقطع عن الدراسة منذ أن خرج مع عائلته من حلب وكان عمره حينها 10 سنوات أي في الصف الرابع، أما الآن فلم يعد يدرس أو يفكر بالمستقبل وقصته تحاكي قصة كل بيت سوري.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية